كتبت – رندة نبيل رفعت
من قلب الإبداع، ومن رحم الإنسانية، انطلقت الاستعدادات للدورة الأولى من مهرجان “ألوان القدرات لذوي الهمم”، الذي تنظمه أكاديمية الفنون برئاسة الأستاذة الدكتورة غادة جبارة، وتُهديه لروح الموسيقار الكبير سيد مكاوي، في رسالة واضحة بأن الفن ليس ترفاً، بل حق ومساحة تعبير للجميع، وجسر للاندماج والتمكين.

جاء ذلك خلال الاجتماع الأول للجنة العليا للمهرجان، برئاسة أ.د. سمر سعيد، عميد المعهد العالي للفنون الشعبية، وبحضور كوكبة من الشخصيات الأكاديمية والفنية والمجتمعية، يتقدّمهم المستشارون والخبراء ورموز المجتمع المدني، ممن اجتمعوا على هدف نبيل: منح ذوي القدرات منصة تُشبههم، وتُعبّر عنهم، وتفتح أمامهم نوافذ الضوء.
تولت أ.د. ولاء محمد، وكيل المعهد، رئاسة اللجنة الفنية للمهرجان، واضعةً نصب أعينها تصميم برنامج فني متكامل يشمل مجالات: الفنون التشكيلية (الرسم، المشغولات، الحرف التراثية)، التعبير الحركي، الأداء الصوتي، التمثيل، التصوير الفوتوغرافي، لغة الإشارة، وورشًا تفاعلية حول الفن كأداة لتعديل السلوك، وإعادة التدوير بوصفه فلسفة إبداعية.
وضمت اللجنة شخصيات بارزة من مختلف القطاعات، منهم:أ.د. حسام محسب، مستشار رئيس الأكاديمية،الفنانة سهير عبد القادر، رئيسة مؤسسة “أولادنا”،أ.د. هالة الطلحاتي، المدير التنفيذي لمؤسسة يارو،المستشار مدحت عثمان، رئيس مجلس إدارة جمعية البسملة،الكاتب الصحفي قدري الحجار، مدير الإعلام،د. أسامة أبو نار، مدير التسويق،إلى جانب قيادات أكاديمية وطلابية من بينهم الطالب محمد الزيدية، الذي يتولى إدارة المهرجان، في دلالة رمزية على أن المستقبل يصنعه الشباب.
وفي كلمتها، شددت الدكتورة غادة جبارة على أن “ألوان القدرات” ليس مجرد مهرجان، بل فعل ثقافي ممتد، ومشروع حضاري يرنو إلى بناء وعي جديد بالفن كحق إنساني ومساحة للتعبير والشفاء والأمل.
وأضافت: “نؤمن أن ذوي الهمم ليسوا جمهورًا متلقيًا، بل صُنّاع محتوى وجمال وموقف.”وأوصى الاجتماع بضرورة تفعيل الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات الداعمة لقضايا الدمج، لضمان استدامة المهرجان وتوسيع نطاق تأثيره، مؤكدين أن التوثيق الإعلامي الاحترافي سيكون ركيزة في إبراز التجربة ونقلها للرأي العام.
“ألوان القدرات” لا يُولد كفعالية عابرة، بل كتقليد سنوي يحتفي بالتنوع، ويُعيد تعريف الجمال خارج القوالب النمطية، بإشراف أكاديمية الفنون التي تفتح ذراعيها لكل صوت لم يُسمع بعد