بيت الشربتلي يحتضن أسرار اللون والانطباع: “جماليات الفن التأثيري” تُشعل وهج الإبداع في جدة التاريخية

بيت الشربتلي يحتضن أسرار اللون والانطباع: “جماليات الفن التأثيري” تُشعل وهج الإبداع في جدة التاريخية

رندة نبيل رفعت

شهد بيت السيد محمد عبدالله الشربتلي الثقافي، في قلب جدة التاريخية، ختام ورشة فنية استثنائية بعنوان “جماليات الفن التأثيري”، أقيمت على مدار يومين بالتعاون مع وزارة الثقافة، وبإشراف السيد سيف الله محمد عبدالله الشربتلي، حيث تحوّل هذا البيت العريق إلى فضاء نابض بالتجربة والانطباع والإحساس الفني المتجدد.

قادَت الورشة الفنانة التشكيلية الدولية ميساء مصطفى، التي قدمت خلالها خلاصة تجربتها وخبراتها الممتدة عبر مدارس الفن المختلفة في المملكة ومصر والمغرب.

وسط حضور مميز وتفاعل حيوي من محبي الفنون، سعت الورشة إلى كسر القوالب التقليدية وبثّ روح الجرأة والتجريب في التعامل مع الألوان.

قالت ميساء في حديثها: “الفن التأثيري ليس مجرد تقنية، بل هو لغة داخلية تترجم اللاوعي، وانعكاس صادق للمشاعر، حيث تتحول الفرشاة إلى بوصلة، واللون إلى مرآة للذات”.

وأضافت:”رسالتي أن أكون جسرًا بين الأجيال؛ أُمرّر من خلاله ما تعلمته من الكبار، لأصنع به عقولًا تُدرك الفن بوصفه إحساسًا ومعرفة وشغفًا لا ينضب”.

تنوّعت فعاليات الورشة بين أسس الرسم التأثيري في يومها الأول، من خلال تحليل أعمال روّاد المدرسة مثل كلود مونيه وفان جوخ، وتعليم تقنيات الظل والنور ودمج الألوان على وقع مقطوعات الموسيقار العالمي “ياني”، لتخلق حالة من التماهي الحسي والبصري بين الفن والموسيقى.

أما اليوم الثاني، فحمل روح التحدي والانغماس الكامل في التجربة الفنية، حيث قام المشاركون برسم بيت الشربتلي بأسلوب تأثيري، واختُتم بعرض حي للفنان العالمي، عازف التشيللو “لاديس”، الذي قدم مقطوعات عالمية في جلسة فنية مباشرة، شكلت تحديًا للحضور برسمه “لايف” خلال ساعة واحدة فقط، في تجربة جمعت بين اللحظة والصورة والصوت.

وأشادت ميساء بمشاركة نخبة من الفنانين والفنانات الحريصين على تطوير رؤيتهم التشكيلية، مؤكدة أن هذه الورشة “كانت مساحة للانطلاق وكسر الحواجز، وإعادة اكتشاف الذات الفنية”، كما شكرت الأستاذ أحمد الشاوش، مدير بيت الشربتلي، على دعمه المستمر ومساندته للفنون التشكيلية والثقافية.

الورشة لم تكن مجرد لقاء فني، بل احتفال بالتعبير واللون والموسيقى والتاريخ في آنٍ واحد، حيث اجتمع الماضي المعماري العريق لبيت الشربتلي، مع الحداثة الإبداعية للفن التأثيري، ليصنعوا معًا لوحة من الإلهام والتجدد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: