كتبت – رندة نبيل رفعت
في خطوة تُعيد الاعتبار لفن يُخاطب الوجدان قبل العين، أعلنت أكاديمية الفنون بالقاهرة عن انطلاق الدورة التأسيسية لمهرجان القاهرة للعرائس، الذي يحمل اسم الموسيقار الراحل جمال الموجي، في احتفاء يجمع بين عبق الذاكرة وبصيرة المستقبل.


جاء الإعلان خلال الاجتماع الأول للجنة العليا للمهرجان، والذي ترأسته الدكتورة غادة جبارة، رئيس الأكاديمية، التي أكدت أن المهرجان ليس فعالية موسمية، بل مشروع ثقافي طويل الأمد يُراهن على الخيال كأداة تربوية وتنويرية.
وأضافت: “فن العرائس لا يشيخ، بل يُحيي المسرح بصمتٍ ناطق، ويزرع الجمال في عيون الكبار قبل الصغار”.
من جانبه، أشار الدكتور حسام محسب، رئيس المهرجان، إلى أن هذه الدورة التأسيسية تُعد منصة لإعادة إحياء هذا الفن العريق، بطرح معاصر قادر على مخاطبة مختلف الأجيال.
وقال: “نسعى لصناعة مهرجان دائم الحضور، يخرج من إطار الترفيه إلى فضاء التشكيل الثقافي الحقيقي”.
أما المخرج خالد جلال، رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، فقد وصف المهرجان بأنه بداية لتأسيس وعي مسرحي مختلف، حيث تمتزج التقنية بالمشاعر، والتصميم بالروح، قائلاً:”فن العرائس مرآة دقيقة للخيال، وتحدٍّ إبداعي يليق بجيل جديد من الحالمين”.
وقد أدار اللقاء الفنان محمود فؤاد صدقي، مدير المهرجان، الذي كشف عن ملامح الدورة الأولى، المُقرّر انطلاقها مبدئيًا في أكتوبر 2025، مؤكدًا أن المهرجان سيضم عروضًا محلية، وورشًا متخصصة في تحريك وتصميم العرائس، والإخراج المسرحي، إلى جانب مشروع توثيقي يشرف عليه الفنان محمد النمس، لتوثيق تاريخ هذا الفن في مصر.
وحضر الاجتماع نخبة من الفنانين والقيادات الثقافية، بينهم: محمد حافظ، ود. أسامة محمد محمد، ومنى سليمان، وسماح نبيل، وعادل الكومي، ومايكل رافله، إلى جانب مسؤولين إداريين وفنيين بأكاديمية الفنون.ويحمل المهرجان اسم جمال الموجي كتحية لرمز موسيقي خلّد مشاعر أجيال، في تزاوج بين النغمة والمسرح، وبين الحكاية والصوت.
ويطمح القائمون عليه إلى أن يتحول مستقبلًا إلى منصة دولية، تُعلي من شأن فن العرائس في العالم العربي، وترسّخ موقع القاهرة كمنارة للفنون البصرية والمسرحية.مهرجان القاهرة للعرائس لا يُخاطب الطفل فحسب، بل يُربّي الذائقة، ويُعيد تشكيل العلاقة بين الخيال والواقع، بين الدمية والمُشاهد. إنه احتفاء نادر بالحكاية حين تُروى عبر الخيط واليد، بالشغف والصمت، بالحلم الذي لا يشيخ.