رندة نبيل رفعت
في خطوة استراتيجية تؤكد التحوّل الجيو-سياحي في العلاقات المصرية القطرية، استقبل السيد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، رئيس هيئة قطر للسياحة، السيد سعد بن علي الخرجي، والوفد المرافق له، في لقاء رسمي عُقد بمقر المتحف المصري الكبير، أحد أبرز رموز الدبلوماسية الثقافية الجديدة لمصر.


اللقاء الذي وصفه مراقبون بأنه “يتجاوز الأطر التقليدية للتعاون السياحي”، شهد مناقشات معمقة حول تفعيل حزمة مبادرات نوعية، من بينها إعداد برامج سياحية مشتركة موجهة للأسواق البعيدة مثل اليابان وأستراليا، من خلال ربط الوجهات السياحية بين القاهرة والدوحة، بما يحقق استفادة مزدوجة من المقومات التكميلية في كلا البلدين، وتحديدًا عبر استثمار البنية التحتية للطيران القطري وخبرة مصر التراكمية في السياحة الثقافية.
وشهد الاجتماع حضوراً نوعيًا من الجانبين، ضم مسؤولين كباراً في قطاعي السياحة والضيافة، وممثلي هيئات الترويج الرسمية، في تأكيد على الرغبة الجادة في الانتقال من مرحلة “التنسيق” إلى مرحلة “التنفيذ المشترك” على الأرض.
وتقرر في هذا السياق إطلاق جولات مهنية متبادلة بين الجهات السياحية في البلدين، تبدأ خلال أسابيع، على أن تشمل لقاءات مع رجال الأعمال، الاتحاد المصري للغرف السياحية، وشركات القطاع الخاص، بهدف إعداد “برنامج عبور سياحي” مشترك بين الدوحة والقاهرة، يعيد رسم خريطة الجذب للزائرين من آسيا والشرق الأقصى.
وفي بُعدٍ آخر من التعاون، اتفق الجانبان على تبادل الخبرات في مجالات الضيافة والفندقة والتدريب الرقمي، حيث كشف الوزير المصري عن قرب تدشين منصة إلكترونية متخصصة تحت اسم EGTAP.com لتأهيل الكوادر المصرية، في موازاة توقيع اتفاقيات استراتيجية مع شركات تدريب دولية رائدة.
كما جرى بحث فرص إطلاق حملات تسويقية موحدة، والمشاركة في المعارض الدولية، مع التلميح إلى إمكانات ضخ استثمارات قطرية نوعية في القطاع السياحي المصري، وسط بيئة استثمارية مشجعة وإصلاحات تشريعية داعمة.
ويأتي هذا التحرك في إطار الزخم الإيجابي المتصاعد في العلاقات المصرية القطرية، والذي كانت أبرز محطاته مشاركة الوزير المصري في الدورة 51 للجنة الإقليمية لمنظمة السياحة العالمية التي استضافتها الدوحة في فبراير الماضي، في مؤشر على تصاعد الثقة والتقارب بين العاصمتين على المستويين الفني والسياسي.
وبينما تسعى مصر لتعزيز موقعها كبوابة للثقافة والسياحة في إفريقيا، تتحرك قطر لبناء شراكات ذكية تستفيد من خبرات الشركاء الإقليميين، لتتحول المنطقة إلى محور استراتيجي لاستقطاب السياحة الآسيوية نحو الشرق الأوسط.