رندة نبيل رفعت
في خطوة تعكس تصاعد الشراكة الاقتصادية بين أنقرة والقاهرة، وقّعت شركة Bony Socks التركية وشركة السويدي للتنمية الصناعية المصرية اتفاقية استثمار استراتيجي بقيمة تتراوح بين 70 و100 مليون دولار أمريكي، لتأسيس أكبر مصنع لإنتاج الجوارب في العالم العربي وأفريقيا بمدينة العاشر من رمضان، بتمويل تركي كامل، وبتركيز على التصدير إلى الأسواق الأوروبية.



ويمتد المشروع على مساحة 120 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن يُوفّر أكثر من 2500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للمصريين، في نموذج يُجسّد التكامل الصناعي العابر للحدود.
وخلال حفل التوقيع، الذي شهد حضورًا رسميًا رفيعًا ضم السفير التركي في القاهرة صالح موطلو شن، ورئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة السيد حسام هيبة، والرئيس التنفيذي لمجموعة السويدي الكتريك المهندس أحمد السويدي، ومالك شركة Bony Socks السيد حسن جولكايا، عكست الكلمات والتصريحات روح التعاون والشراكة طويلة الأمد بين البلدين.
وفي كلمة دبلوماسية جامعة، أشاد السفير صالح موطلو شن بهذا الاستثمار، واصفًا إياه بأنه “نموذج مربح للطرفين ومؤشر على الثقة المتبادلة”، مشيرًا إلى أن مصر تمثل بوابة استراتيجية لولوج الأسواق الإقليمية والعالمية، وأن الشركات التركية باتت تجد في السوق المصري بيئة جاذبة للتوسع والابتكار.
كما نوه إلى أن الشراكات من هذا النوع لا تقتصر على خلق فرص العمل فحسب، بل تُسهم في نقل التكنولوجيا وتعزيز القدرات الإنتاجية والبشرية في مصر.
من جانبه، أكد حسام هيبة أن مصر ترحب بكل استثمار نوعي يضيف قيمة حقيقية للاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى أن وجود علامات تركية كبرى يعكس قوة العلاقة الاقتصادية بين البلدين ويعزز مناخ الثقة المتبادل.
كما أعرب أحمد السويدي عن فخره بالشراكة مع شركة Bony Socks، مشيدًا برؤية الشركة التركية التي اختارت مصر لتكون مركزها الإقليمي الجديد، ومؤكدًا التزام “السويدي للتنمية الصناعية” بتوفير كل سبل الدعم لضمان انطلاق المشروع في الموعد المحدد خلال عام.
فيما صرّح حسن جولكايا، مؤسس ومالك Bony Socks، أن اختيار مصر يأتي تتويجًا لخبرة تمتد لخمسين عامًا في الصناعة، ورغبة في نقل هذه التجربة إلى بيئة واعدة تمتلك طاقات بشرية وبنية تحتية قادرة على المنافسة عالميًا، مؤكدًا أن المرحلة الثانية ستشمل التوسع في مجال الملابس الجاهزة وسلسلة متاجر في السوق المصري.
ويُعد هذا المشروع خطوة محورية نحو ترسيخ مصر كمركز صناعي وتصديري محوري للمنتجات النسيجية عالية الجودة، ويُظهر كيف يمكن للتعاون التركي–المصري أن يُنتج مشاريع نوعية تتجاوز الحدود التقليدية للاستثمار، وتُعيد تموضع المنطقة في قلب سلاسل التوريد العالمية.