في مشهد يعكس عمق التلاقح الحضاري بين روسيا ومصر، احتضنت حديقة الحرية بالقاهرة احتفالية مهيبة بمناسبة الذكرى الـ226 لميلاد الشاعر الروسي الخالد ألكسندر بوشكين، والتي تزامنت مع يوم اللغة الروسية، بتنظيم مشترك بين المركز الثقافي الروسي ومحافظة القاهرة.



وعند تمثال بوشكين الذي يتوسط الحديقة، اجتمع رموز من الجالية الروسية والمجتمع الثقافي المصري لتكريم أحد أعظم من أنجبته الثقافة الروسية، بحضور أرسيني ماتيوشينكو القائم بأعمال مدير المراكز الثقافية الروسية بمصر، وشريف جاد رئيس الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية، وأولجا بيسكيلينا رئيسة الجالية الروسية في مصر، إلى جانب أعضاء جمعية الصداقة المصرية الروسية وطلاب من جامعة القاهرة والبيت الروسي.
وفي كلمته، أكد ماتيوشينكو أن أعمال بوشكين تمثل أحد أعمدة الهوية الروسية، مشددًا على أن الشاعر العظيم لم يكن مجرد صوت أدبي، بل كان جسرًا ثقافيًا عالميًا عبّر عن اهتمام خاص بمصر وتاريخها العريق، ما يعزز من رمزيته في مدّ الجسور بين الحضارتين.
من جانبه، أوضح شريف جاد أن الاهتمام بتعلم اللغة الروسية في مصر في تزايد مستمر، حيث تحتضن الجامعات المصرية أحد عشر قسمًا لتدريسها، في دلالة على المكانة الأدبية المتنامية للغة الروسية، وعلى رأسها إبداعات بوشكين التي تُرجمت إلى العربية ولا تزال تحظى باهتمام القراء والنقاد.
أما لاريسا رازوفا، عضو المجلس التنسيقي لجمعيات المغتربين الروس في مصر، فقد تساءلت: “لماذا بوشكين؟”، مجيبةً بأن بوشكين هو الأكثر تعبيرًا عن روح روسيا الثقافية والإنسانية، وهو مفتاح لفهم الشخصية الروسية بكل تناقضاتها وعمقها.
واختُتمت الاحتفالية بأمسية شعرية ألقتها أصوات شابة من طلاب جامعة القاهرة والمركز الروسي، قدموا خلالها مقتطفات من روائع بوشكين، بلغته الأصلية وأحيانًا مترجمة، لتأكيد أن الثقافة لا تعرف حدودًا، وأن الشعر الروسي يجد صداه في قلب القاهرة