“فنزويلا تتكلم فنًا: حملة ثقافية وطنية تردّ على التهميش وتنتصر للهوية”

“فنزويلا تتكلم فنًا: حملة ثقافية وطنية تردّ على التهميش وتنتصر للهوية”


كتبت – رندة نبيل رفعت

أطلق الفنانون والحرفيون والمهتمون بالثقافة في فنزويلا حملة وطنية تحت شعار “المهمة الكبرى: تحيا فنزويلا، وطني الحبيب”، وذلك في مواجهة موجة من السياسات الأمريكية التي اعتُبرت تمييزية وعدائية بحق أبناء فنزويلا، خاصة المبدعين منهم في المهجر.

تأتي الحملة استجابة مباشرة للإجراءات التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة دونالد ترامب، والتي تضمنت قيودًا مشددة على إصدار التأشيرات للفنزويليين، الأمر الذي اعتُبر محاولة لتشويه صورة فنزويلا على المستوى الدولي والتضييق على أبنائها في الخارج. وقد صاحب ذلك خطاب عدائي تغذيه شخصيات سياسية مثل السيناتور ماركو روبيو، في محاولة لتقويض الشرعية الدستورية والرمزية لفنزويلا كأمة مستقلة ذات هوية ثقافية متجذرة.

الهوية في قلب المعركة
سلّط المشاركون في الحملة الضوء على الأثر العميق لهذه السياسات على الفن الفنزويلي الحي، والذي لطالما أغنى المشهد الثقافي العالمي، لا سيما في الولايات المتحدة.

فقد ساهم الفنانون الفنزويليون في نشر موسيقى بلادهم ومسرحها وسينماها، مقدمين إرثًا لا يُقدّر بثمن من الإبداع والتعددية. واليوم، يقف هؤلاء في الصفوف الأمامية دفاعًا عن كرامتهم وهويتهم في وجه ما وصفوه بـ”الهجوم المؤسسي على الثقافة”.

من كوربوس كريستي إلى نيويورك: الثقافة تقاوم
أكد القائمون على الحملة، ومن بينهم فرق تراثية مثل “رقص الشياطين” في كوربوس كريستي، ونساجات كوراغوا في أغوساي، أنهم لن يسمحوا بتحويل الهجرة إلى أداة قمع سياسي.

كما دعوا إلى احترام حقوق الإنسان، ووقف الاعتقالات والانتهاكات التي طالت بعض الفنزويليين، مؤكدين دعمهم الكامل للجهود الحكومية، مثل خطة “العودة إلى الوطن”، التي ساعدت آلاف العائلات على لمّ شملها.

فن المقاومة… وصوت السيادة
في بيان الحملة، شدد الفنانون على أن “فنزويلا ليست فقط بلدًا، بل صوتٌ حيّ يُغني العالم، وجذورٌ ضاربة في عمق التاريخ”، مؤكدين أن المقاومة الثقافية ستبقى حيّة، وأن كرامة فنزويلا لا يمكن إسكاتها. كما طالبوا بوقف فوري للتمييز والعداء ضد الفنزويليين، داعين إلى التضامن الدولي مع قضيتهم.

“المهمة الكبرى” ليست مجرد حملة، بل نداء وطني جامع يعيد الاعتبار للهوية الفنزويلية، ويجعل من الفن درعًا ناعمًا في وجه سياسات الانقسام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: