رندة نبيل رفعت
في مشهد وطني وروحي مهيب، تفقد معالي وزير السياحة والآثار السيد/ شريف فتحي، وقداسة البابا تواضروس الثاني، والسيدة نوريا سانز مدير مكتب اليونسكو في مصر، والفريق أحمد خالد حسين محافظ الإسكندرية، الموقف التنفيذي النهائي لمشروع خفض منسوب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا الأثرية في كينج مريوط، الإسكندرية، أحد أقدس وأقدم المواقع المسيحية في العالم، والمدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.








وأعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن امتنانه للجهود المبذولة من الدولة لإنقاذ هذا الموقع المقدس، قائلًا:
“اليوم نعتبره فرصة طيبة لمعاينة الجهود التي تقوم بها الدولة المصرية للمحافظة على الآثار المهددة بسبب المياه الجوفية. هذه المنطقة شهدت آلاف المعجزات منذ القرن الثالث الميلادي، وكانت تُعرف في القرن السادس بـ(المدينة المرمرية) لأنها كانت تُبنى من الرخام، وهي ليست مجرد أثر ديني بل مقصد سياحي تاريخي لكل المصريين والعالم.”
وأضاف:
*”نفتخر بوجود هذا الموقع على أرض مصر، ونسعد برؤية هذه الجهود الوطنية، لأن الحفاظ على الآثار ليس فقط عملاً ترميميًا، بل هو حفظ للهوية والتاريخ والروح المصرية.”
من جانبه، أكد معالي الوزير شريف فتحي أن المشروع جاء استجابة لتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا:
“أشكر قداسة البابا، والدير، ومنظمة اليونسكو. لقد صدرت تعليمات رئاسية واضحة بتوفير كل التمويل اللازم فورًا لحماية هذه الآثار الفريدة. منطقة أبو مينا ليست فقط موقعًا أثريًا، بل رمز روحي وديني يمثل فصلًا خالدًا من تاريخ مصر.”
وتابع:
“أستطيع أن أؤكد اليوم أن أزمة المياه الجوفية تم احتواؤها، وخلال عام من الآن، ستنطلق أعمال استكشاف كبرى في هذا الموقع التاريخي. ما حدث هنا نموذج للتكامل بين الدولة والكنيسة والمجتمع الدولي.”
أما السيدة نوريا سانز، مدير مكتب اليونسكو في مصر، فقد أشادت بالالتزام المصري تجاه المواقع التراثية، وقالت:
“ما نشهده اليوم في أبو مينا هو التزام حقيقي بحماية التراث العالمي. هذه المنطقة تُمثل ذاكرة إنسانية فريدة، ونحن في اليونسكو نُقدّر الجهود المصرية التي جعلت من أبو مينا نموذجًا للإنقاذ والتعاون الدولي.”
في السياق ذاته، ثمّن الفريق أحمد خالد حسين، محافظ الإسكندرية، الاهتمام الوزاري والكنسي بالموقع، مؤكدًا:
“نحن نعمل ضمن خطة متكاملة لتطوير البنية التحتية، بما يشمل الطرق والمياه والكهرباء، استعدادًا لاستيعاب مزيد من الزائرين، فالموقع يستقبل أكثر من 8.5 مليون زائر سنويًا، ويُعد من أهم مواقع السياحة الدينية في مصر.”
تُجسد الجهود المبذولة في أبو مينا تجربة رائدة في الحفاظ على التراث الإنساني والديني، بقيادة حكيمة من وزير السياحة والآثار شريف فتحي، وبدعم من الكنيسة المصرية ومنظمة اليونسكو، لتبقى “المدينة المرمرية” شاهدة على عظمة مصر، وعمقها الحضاري والروحي.