رندة نبيل رفعت
شهدت المنطقة العربية حدثين دبلوماسيين بارزين: القمة العربية في بغداد والقمة الخليجية الأمريكية في الرياض. تزامن هذين الحدثين أثار تساؤلات حول الأولويات الإقليمية والتحالفات الدولية.
عُقدت القمة الخليجية الأمريكية في الرياض بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأمريكي، حيث تم التركيز على تعزيز التعاون في مجالات الأمن، الطاقة، والتكنولوجيا. وأكدت الولايات المتحدة التزامها بأمن الخليج، بينما سعت الدول الخليجية إلى توسيع نطاق الشراكة لتشمل مجالات اقتصادية وتقنية.
محللون سياسيون يرون أن هذه القمة جاءت في توقيت حساس، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة تأكيد حضورها في المنطقة في مواجهة تنامي النفوذ الصيني والروسي.
كما أن الدول الخليجية تسعى إلى تنويع شراكاتها الاستراتيجية بما يضمن مصالحها في ظل التغيرات الجيوسياسية.
في المقابل، استضافت بغداد القمة العربية بمشاركة عدد من القادة العرب، حيث تم التركيز على القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد في كلمته على أهمية التكاتف العربي في مواجهة التحديات، مشددًا على دعم مصر الثابت للقضية الفلسطينية ورفضها للتهجير القسري والتصفية السياسية.
كما أشار الرئيس السيسي إلى أن العدوان على غزة يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية، مؤكدًا أن مصر لن تشارك في أي محاولات لتفريغ القطاع من سكانه.
تزامن القمتين أثار تساؤلات حول مدى تأثير كل منهما على الأخرى. بعض المراقبين يرون أن القمة الخليجية الأمريكية قد خطفت الأضواء من القمة العربية في بغداد، خاصةً مع غياب عدد من القادة العرب عن الأخيرة.
في حين يرى آخرون أن لكل قمة أهدافها وسياقاتها الخاصة، وأن التزامن لا يعني بالضرورة التنافس.
مصر، بقيادة الرئيس السيسي، سعت إلى الحفاظ على توازن دقيق بين تعزيز العلاقات مع الدول العربية والانفتاح على الشراكات الدولية.
كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية عكست رؤية استراتيجية تركز على التكاتف العربي، دعم القضايا المركزية، والتأكيد على أهمية الحلول السلمية للنزاعات.
تزامن القمتين الخليجية الأمريكية والعربية في بغداد يعكس ديناميكية المشهد السياسي في المنطقة.
بينما تسعى الدول العربية إلى تعزيز تعاونها المشترك، فإنها في الوقت ذاته تسعى إلى تنويع شراكاتها الدولية بما يضمن تحقيق مصالحها في عالم متغير.