بقلم: رندة نبيل رفعت
في مشهد سياسي حافل بالرسائل والرسوخ، ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد أحمد أبو الغيط، كلمة محورية خلال القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، حملت في طياتها نداءات تاريخية إلى الضمير الدولي، ورسائل صارمة إلى القوى الإقليمية والدولية، ممهداً لما وصفه بـ”لحظة الحقيقة” في مسار العمل العربي المشترك.
وأكد أبو الغيط أن “رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا سيكون بمثابة رافعة اقتصادية كبرى تسهم في خلق وضع جديد أكثر استقراراً وعدلاً للشعب السوري”، مشدداً على أن الجامعة العربية لن تتوانى في الوقوف إلى جانب سوريا، كما تقف إلى جانب الشعوب العربية كافة في صراعها من أجل الكرامة والسيادة.
وفي إدانة مباشرة للسياسات الإسرائيلية، قال أبو الغيط: “جرح فلسطين هو الأشد على الجسد العربي، والعالم يصمت صمتاً معيباً أمام المجازر اليومية بحق النساء والأطفال والمدنيين”، محذراً من أن “السياسات المتهورة والعدوانية لإسرائيل في فلسطين وسوريا ولبنان تهدد بإشعال المنطقة بالكامل وتُبقيها رهينة دوامة مفتوحة من النزاع”.
وتناول الأمين العام الأزمات المشتعلة في السودان واليمن وليبيا، داعياً إلى دعم المؤسسات الوطنية واحترام سيادة الشعوب، مؤكداً ثقته في قدرة أهل السودان على تجاوز محنتهم، وداعياً إلى انخراط جماعة الحوثي في مسار وطني جامع يعيد لليمن وحدته.
وأشاد أبو الغيط بالدور المصري والقطري في جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة، كما ثمّن قيادة المملكة العربية السعودية للجنة العربية الإسلامية لمبادرات إنهاء الحرب في غزة ودفع مسار السلام في الأمم المتحدة.
أبو الغيط من بغداد: الجامعة العربية باقية، ومواقفها اليوم أشد وضوحاً وصلابة من أي وقت مضى.