قمة بغداد توحّد العرب وأفريقيا: أبو الغيط يصوغ ميثاق المرحلة مع الاتحاد الإفريقي

قمة بغداد توحّد العرب وأفريقيا: أبو الغيط يصوغ ميثاق المرحلة مع الاتحاد الإفريقي

القاهرة – رندة نبيل رفعت

في لحظة مفصلية تعيد رسم خرائط التحالفات الإقليمية، التقى السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالسيد محمود علي يوسف، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، على هامش الاستعدادات المكثفة لانعقاد القمة العربية الرابعة والثلاثين في العاصمة العراقية بغداد غداً السبت.

اللقاء، الذي جرى في مقر إقامة الأمين العام، لم يكن لقاءً بروتوكولياً عادياً، بل جاء انعكاساً لتحول استراتيجي تقوده جامعة الدول العربية بقيادة أبو الغيط نحو تفعيل الشراكات العابرة للإقليم، لاسيما مع القارة الإفريقية التي تتقاطع جغرافيتها السياسية والأمنية مع فضاء العرب.

وصرّح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن المباحثات اتسمت بالعمق والوضوح، حيث تم التطرق إلى قضايا مصيرية كالأزمة السودانية، التي وصفها الطرفان بأنها “جرح مزدوج في الجسدين العربي والإفريقي”، داعين إلى بلورة مقاربة مشتركة تضع حداً لنزيفها المدمر.

وأكد أبو الغيط خلال اللقاء، وفقاً لما نقله رشدي، أن اللحظة تستدعي “توحيد الرؤى ودمج الإمكانيات”، مشيداً بما وصفه بـ”الدور اليقظ” للاتحاد الإفريقي في الساحات المتوترة، كما أبدى انفتاحه على تعزيز التنسيق العملياتي، خاصة فيما يتعلق بمعالجة الملف الليبي المتفجر، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية الأخيرة في طرابلس.

وفي مشهد يعكس دقة الاستشعار العربي، تناول اللقاء أيضاً المشهد الصومالي، حيث حذر السيد يوسف من تداعيات تراجع التمويل الدولي لبعثة الاتحاد الإفريقي هناك، وهي رسالة تلقاها أبو الغيط باهتمام، مؤكدًا أن الأمن الإفريقي بات جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.

ويؤكد مراقبون أن هذا اللقاء الاستثنائي يضع أبو الغيط والجامعة العربية في موقع القيادة الإقليمية الذكية، بعد أن أثبتت المنظمة قدرتها على إعادة تعريف مفهوم التضامن العربي – الإفريقي وفق منطق المصالح المشتركة وليس فقط العواطف التاريخية.

وقد اختتم اللقاء بالتأكيد على التزام الطرفين بالمضي قدمًا في تفعيل التعاون المؤسسي، في ما يشبه “إعلان شراكة استراتيجية للقرن الأفريقي والعربي”، في لحظة يبدو فيها العالم في أمسّ الحاجة لتحالفات عقلانية ورؤى مشتركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: