كتبت – رندة نبيل رفعت
في كلمة تاريخية حملت رسائل قوة وتسامح ورؤية استراتيجية شاملة، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن العلاقات المصرية اليونانية تمثل نموذجًا ملهمًا للتعاون القائم على الاحترام المتبادل والشراكة الصادقة، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة الراسخة تتجاوز المصالح إلى روابط حضارية وتاريخية لا تنفصم.
وأشاد الرئيس السيسي بما وصفه بـ”المباحثات البناءة والناجحة” التي شملت سبل تعزيز التعاون الثنائي، لاسيما في مجالات الطاقة، الربط الكهربائي، مكافحة الإرهاب، والهجرة النظامية، مؤكدًا أن مشروع الربط الكهربائي بين البلدين هو خطوة إستراتيجية كبرى نحو دعم أمن الطاقة الأوروبي عبر البوابة المصرية.
وفي موقف حاسم يعكس ثوابت الدولة المصرية، قال الرئيس السيسي: “لن نسمح بأن تُمس رموز التعدد والتسامح في مصر، ودير سانت كاترين عهدٌ أبدي لن يُنقض، ومصر لا تميّز بين كنيسة أو مسجد أو معبد، بل تحمي الجميع باسم الدولة والقانون.”
من جانبه، ثمّن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس العلاقات العميقة بين البلدين، مؤكدًا أن “مصر شريك استراتيجي لا غنى عنه في شرق المتوسط، وصوتها مسموع ومؤثر على الساحة الإقليمية والدولية.”
وقال ميتسوتاكيس: “ما يربط اليونان بمصر ليس فقط المصالح، بل التاريخ والثقة والرؤية المشتركة، ونعمل معًا على بناء مستقبل مشترك يخدم شعبينا ويُعزز استقرار المنطقة.”
وتطرق الرئيسان إلى مستجدات الأوضاع في غزة، حيث جدّد الرئيس السيسي تأكيد موقف مصر الثابت تجاه ضرورة وقف إطلاق النار الفوري، وإطلاق سراح الرهائن، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون قيود، مشددًا على أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل.
وفي ختام كلمته، أكد الرئيس السيسي التزام مصر الراسخ بتعزيز الشراكة مع اليونان، معربًا عن ثقته في أن مجلس التعاون رفيع المستوى سيكون منصة قوية لترسيخ العلاقات الإستراتيجية وتحقيق المزيد من النجاحات المشتركة.
