رندة نبيل رفعت
في إطار تعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين، أكد سعادة السفير طارق علي فرج الأنصاري، سفير دولة قطر لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الثالثة إلى الدوحة تُشكل محطةً فارقةً في الانتقال بعلاقات البلدين إلى آفاق أوسع، تعزز التنسيق في القضايا الإقليمية العاجلة، وتُسرع وتيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتدعم جهود إعادة إعمار غزة.
جاء ذلك خلال تصريح صحفي لسعادة السفير الأنصاري، الذي أشار إلى أن الزيارة تأتي في ظل ظروف إقليمية “حساسة ومتسارعة”، خاصةً مع تصاعد الأزمات في الشرق الأوسط، ما يتطلب تعزيز التشاور بين القيادتين الحكيمتين لاحتواء التوترات، وإيجاد حلول سياسية عادلة، أبرزها القضية الفلسطينية.
وأضاف: “تشهد العلاقات الثنائية نمواً غير مسبوق في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، بدعم من الإرادة المشتركة لقيادتي البلدين”.
محاور الزيارة الاستراتيجية:
- التعامل مع التحديات الإقليمية:
أكد السفير الأنصاري أن الزيارة تركز على تعزيز الجهود المشتركة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وتثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى التنسيق المصري القطري مع الوساطة الأمريكية. كما شدد على أهمية “تهيئة الظروف لإعادة إعمار القطاع”، ودعم مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر، لضمان بقاء الفلسطينيين على أرضهم. - دفعة قوية للاقتصاد والاستثمار:
كشف الأنصاري عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 38% خلال 2024، ليصل إلى 746 مليون ريال قطري، مع توقعات بتوسيع الاستثمارات عبر زيارات رسمية مكثفة، منها زيارة وزير الصناعة المصري إلى الدوحة في فبراير الماضي، واجتماعات رئيس وزراء قطر مع الرئيس السيسي ورئيس الوزراء المصري في نوفمبر 2024. وأوضح أن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين ستدفع بمشاريع استثمارية مشتركة في 2024. - الثقافة والتمازج المجتمعي:
أبرز السفير تنامي التبادل الثقافي، مثل فعاليات “الأسبوع الثقافي المصري” في الدوحة، وإعلان قطر ضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2027، لافتاً إلى دور الجالية المصرية البالغة 200 ألف فرد في تعزيز الروابط الاجتماعية ودعم رؤية قطر 2030. - مبادرات تنموية مستدامة:
تطرق إلى جهود السفارة في دعم القطاعات الحيوية بمصر كالصحة والتعليم، بالتعاون مع الحكومة المصرية، انسجاماً مع مبادئ جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وقال: “هدفنا مجتمعات متكاملة تنعم بالسلام، وهو جوهر السياسة الخارجية القطرية”.
اختتم السفير الأنصاري تصريحه بتأكيد أن العلاقات المصرية القطرية “تاريخية ومتأصلة في عمق الترابط العربي”، معرباً عن ثقته بأن زيارة السيسي سترسخ دور البلدين كقوتين رائدتين في صناعة الاستقرار الإقليمي.