“الغذاء حق إنساني غير قابل للتفاوض.. لجنة الميثاق العربي تُطلق صافرة إنذار لمواجهة الجوع في المنطقة”
القاهرة – ( رندة نبيل رفعت )
برعاية المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري، احتضنت العاصمة المصرية القاهرة فعاليات الاحتفال باليوم العربي لحقوق الإنسان للعام 2025، تحت شعار “الحق في الغذاء جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان الأساسية”، بمشاركة لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بجامعة الدول العربية، في حدثٍ يجسّد تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة.
كلمة المري: الغذاء قضية أمن واستقرار
في كلمته الافتتاحية، أشاد المستشار جابر المري، رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، بالدور الرائد للمجلس القومي المصري كـ”منارة عربية” في تعزيز ثقافة الحقوق، مؤكداً أن اختيار شعار “الحق في الغذاء” لهذا العام ليس مجرد شعار، بل “نداء عمل لمواجهة أزمة تهدد ملايين العرب”.
وأضاف: “لا يقتصر الحق في الغذاء على توفير الوجبات، بل يتطلب سياسات استباقية لدعم الإنتاج الزراعي، ومحاربة الفقر، وضمان عدالة توزيع الثروات”، مشيراً إلى أن “الأمن الغذائي مرتبطٌ بأمن الدول نفسها”، ودعا الحكومات إلى تبني خطط استراتيجية عاجلة بالشراكة مع المؤسسات الدولية.
ميثاق الحقوق العربية.. إطارٌ قانوني لمواجهة التحديات
استعرض المري الإنجازات التي حققتها اللجنة خلال ولايته، والتي شملت مناقشة تقارير عشر دول عربية، منها: قطر، الكويت، العراق، موريتانيا، الأردن، السعودية، البحرين، مصر، عُمان، والإمارات، مؤكداً أن التوصيات المقدمة لهذه الدول تهدف إلى جعل حقوق الإنسان “جزءاً أساسياً في صياغة السياسات العامة”.
ولفت إلى أن الميثاق العربي لحقوق الإنسان أصبح “مرجعية قانونية وأخلاقية” لتعزيز الحماية الحقوقية، معتبراً أن ضمان الغذاء للجميع هو “اختبار حقيقي لفعالية الأنظمة العربية في تحقيق العدالة الاجتماعية”.
أكد رئيس اللجنة أن الاحتفال باليوم العربي للحقوق يُبرز دور المؤسسات الوطنية الفاعل، مثل المجلس القومي المصري، واللجان في قطر وعُمان، مشيداً بجهود “الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية” في توحيد الرؤى وتبادل الخبرات.
وشدد على أن التحديات الراهنة تتطلب تعزيز التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني، قائلاً: “لا مكان للتمييز في الحقوق.. الغذاء حق لكل إنسان، وغيابه انتهاك صارخ للكرامة”.
يأتي الاحتفال باليوم العربي لحقوق الإنسان في وقتٍ تشهد فيه المنطقة ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات انعدام الأمن الغذائي، بسبب الأزمات الاقتصادية والصراعات وتغير المناخ. وتُعد مصر، التي تستضيف الحدث، واحدة من الدول الرائدة في تبني مشروعات زراعية ضخمة لمواجهة هذه التحديات، مثل مشروع “الدلتا الجديدة”.
من جهتها، تسعى لجنة الميثاق العربي إلى تحويل التوصيات إلى سياسات ملموسة، عبر آلية متابعة دورية مع الدول الأعضاء، في إطار سعيها لتعزيز مكانة الميثاق كأداة فاعلة في المشهد الحقوقي العربي.
