السفير القطري في مصر: قيادة إنسانية تُشرق في سماء الدبلوماسية

السفير القطري في مصر: قيادة إنسانية تُشرق في سماء الدبلوماسية

القاهرة – رندة نبيل رفعت


في مشهد يُجسّد قيم التضامن والإخاء التي تميز شهر رمضان المبارك، برز السفير القطري في مصر، سعادة “طارق الأنصاري”، كرمز للعمل الإنساني الواعي، من خلال مبادرات لامست قلوب المصريين، وجسدت عمق العلاقات الإنسانية بين قطر ومصر، في وقت تُوجّه فيه الأنظار عادةً إلى الجانب السياسي من الدبلوماسية.

تصدّر السفير الأنصاري المشهد الإنساني في مصر خلال الشهر الكريم بمبادرتين استثنائيتين: الأولى كانت حفل إفطار جماعي في مستشفى 57357، الرمز العالمي في علاج سرطان الأطفال مجانًا، حيث شارك عشرات الأطفال المرضى وأسرتهم وجبة إفطارٍ جمعت الدموع بالابتسامات. لم تكن مجرد مائدة طعام، بل رسالة أملٍ للأطفال بأن العالم يقف إلى جانبهم في معركتهم مع المرض.

أما المبادرة الثانية، فكانت احتفالية يوم اليتيم العربي، التي ضمّت العشرات من الأطفال الأيتام، وسط فقرات ترفيهية وتوزيع الهدايا التي حوّلت الحفل إلى لوحة من البهجة، بدعمٍ من شركاء الخير، مثل السفير التركي في القاهرة صالح موطلو، وفنانين كبار مثل هالة شاهين، وبدرية طلبة، ومحمد ثروت، ودينا عبدالله، الذين حوّلوا الحدث إلى منصة لإدخال السرور على قلوب الصغار.

ما يميز مبادرات السفير القطري هو تجاوزها لدور السفارة التقليدي، لتصبح نموذجًا للدبلوماسية الإنسانية التي تلامس المجتمع مباشرةً.

ففي وقتٍ تكاد تنحصر فيه أنشطة السفارات في البروتوكولات الرسمية، اختارت سفارة قطر أن تكون جزءًا من نسيج المجتمع المصري، عبر شراكات مع مؤسسات محلية ودولية، مستغلةً شهر رمضان لتعزيز قيم العطاء.

ولعل حضور شخصيات دولية وفنية وإعلامية بارزة في هذه المبادرات، مثل السفير التركي والفنانين المشاركين، يؤكد أن هذه الجهود ليست مجرد فعاليات خيرية عابرة، بل خطوات مدروسة لتعزيز التضامن الإنساني، وإبراز الدور القطري الرائد في المنطقة كقوة ناعمة تسعى لبناء جسور المحبة.

السفير طارق الأنصاري، عبر هذه المبادرات، لم يقدّم فقط نموذجًا لدبلوماسي يعمل بقلبٍ إنسان، بل أرسل رسالةً مفادها أن قطر، برغم صغر حجمها الجغرافي، إلّا أن سياستها الخارجية تُعظّم قيمة الإنسان أينما كان.

وهذا ما جعل سفارتها في القاهرة “الوجهة الإنسانية” الوحيدة بين السفارات العربية والإسلامية التي تصدرت المشهد برمضانية مميزة.

في عالم تتصارع فيه الأجندات السياسية، تثبت قطر أن الدبلوماسية الحقيقية تبدأ بخطوة نحو الإنسان. مبادرات السفير الأنصاري ليست مجرد أنشطة خيرية، بل إستراتيجية ثقافية تعكس رؤية قطر لتعزيز مكانتها كدولةٍ تقود بقلبها قبل قراراتها. وهنا، في أرض الكنانة، تُكتب قصص التعاون الخالدة، حيث يُذكر التاريخ أن سفيرًا جعل من رمضان منصةً للخير، ومن اليتيم والطفل المريض بطلًا للفرح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: