القاهرة – رندة نبيل رفعت
أطلقت دولة قطر صيحةَ إنذارٍ دوليةً، واصفةً استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة بـ “جريمة إبادة جماعية مُخطَّط لها”، في تصعيدٍ يُكرس سياسة “الأرض المحروقة” ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأكدت في بيانٍ مُفعمٍ بالغضب أن دماء الأطفال والنساء الذين سقطوا تحت القصف “ليست أرقاماً، بل وصمة عار على جبين الإنسانية”.
هاجمت وزارة الخارجية القطرية المجتمع الدولي بـ “تواطئه المخزي” مع جرائم الاحتلال، مُشيرةً إلى أن استمرار العدوان يمثل طعناً في شرعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وانتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وقواعد القانون الدولي الإنساني، ومبادئ ميثاق جنيف. وأكدت أن الصمت الدولي يُكافئ “الإرهاب المُنظم” بدلاً من محاسبته.
كشفت قطر عن وصول الأوضاع في غزة إلى “حافة الهاوية”، مع انهيار كامل لقطاعي الصحة والغذاء، وتحوُّل المستشفيات إلى “جثث إسمنتية”، وانتشار المجاعة كـ “سلاح إبادة” ضد الأطفال.
وحذّرت من أن العالم يقف أمام اختبارٍ حقيقيٍّ لضميره، بعد أن تحوّلت غزة إلى “مختبرٍ مفتوحٍ لجرائم الحرب”.
طالبت الدوحة بـ إجراءاتٍ فوريةٍ لا مجال للتأجيل فيها، بدءاً من تجريد إسرائيل من حصانتها الدولية عبر إحالة قادتها إلى المحكمة الجنائية بتهمة الإبادة الجماعية، وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية شاملة، ووقف التمويل الأمريكي والأوروبي للاحتلال.
كما طالبت بـ تدخل دولي عسكري لإسقاط الحصار، وفتح معابر إغاثة تحت حماية دولية، وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي المحتلة، والاعتراف الكامل بدولة فلسطين على حدود 67 بعاصمتها القدس.
اختتم البيان بـ إنذارٍ صريحٍ للدول الغربية والعربية: “من يُشعل النار في غزة سيُحرق المنطقة كلها”، مؤكداً أن استمرار العدوان سيفتح أبواب “حربٍ دينيةٍ وإقليميةٍ لا تُبقي ولا تَذر”.
وأكدت قطر أن “الدم الفلسطيني لن يكون أرخص دمٍ في العالم”، وأنها ستتخذ مع حلفائها إجراءاتٍ غير مسبوقةٍ إذا لم يتحرك المجتمع الدولي خلال 48 ساعة.