التصعيد في البحر الأحمر وتأثيراته الاستراتيجية: قراءة في مداخلة الإعلامي علي وهيب

التصعيد في البحر الأحمر وتأثيراته الاستراتيجية: قراءة في مداخلة الإعلامي علي وهيب

في مداخلة هامة عبر إذاعة تونس الأولى، قدم الإعلامي علي وهيب رؤية تحليلية معمقة حول تداعيات الضربات العسكرية الأمريكية ضد جماعة الحوثي في البحر الأحمر، وانعكاساتها على المنطقة والعالم.

وقد ركّز وهيب على عدة محاور رئيسية، أبرزها القضية الفلسطينية، والتداعيات الاقتصادية، والتوجهات الإسرائيلية، والأثر الجيوسياسي لهذا التصعيد.

أكد وهيب أن القضية الفلسطينية تبقى المحور الأساسي لأي تسوية شاملة في المنطقة، مشددًا على أن استمرار تجاهل حلها بعدل سيُبقي المنطقة في حالة اضطراب دائم.

وربط بين التصعيد الحالي في البحر الأحمر والمخططات الإسرائيلية، معتبرًا أن نتنياهو يستغل هذا التوتر لصرف الأنظار عن الجرائم التي تُرتكب في قطاع غزة، ولضمان استمرار الدعم الدولي لإسرائيل بعيدًا عن الضغوط السياسية لإنهاء العدوان.

سلّط الإعلامي الضوء على التداعيات الاقتصادية الخطيرة للضربات الأمريكية، حيث أدت التوترات إلى ارتفاع تكاليف التأمين على الشحن بنسبة 300%، مما دفع العديد من السفن إلى تغيير مساراتها عبر طرق بحرية أطول وأكثر تكلفة.

وأشار إلى أن الخسائر التي تكبدتها قناة السويس وحدها بلغت نحو 6.7 مليار دولار نتيجة انخفاض حركة العبور.

هذه الأزمة لا تهدد فقط دول المنطقة، بل تمتد آثارها إلى الأسواق العالمية، حيث ستؤدي زيادة تكاليف النقل والتأمين إلى ارتفاع معدلات التضخم عالميًا، وهو ما يعكس خطورة الوضع الراهن على الاقتصاد الدولي.

الضربات العسكرية وتأثيرها على بيئة الاستثمار

حذّر وهيب من أن العمليات العسكرية في البحر الأحمر تؤثر سلبًا على بيئة الاستثمار في المنطقة، خاصة بالنسبة للاستثمارات الأجنبية.

وأوضح أن المستثمرين يبحثون دائمًا عن بيئة مستقرة وآمنة، ومع تصاعد التوترات، ستزداد المخاوف من ضخ استثمارات جديدة، مما قد يُضعف الاقتصاديات الإقليمية ويؤدي إلى تباطؤ النمو في قطاعات حيوية مثل النقل والتجارة والخدمات اللوجستية.

في سياق آخر، تناول الإعلامي علي وهيب انضمام ثلاث مقاتلات جديدة من طراز F-35 إلى سلاح الجو الإسرائيلي، مما رفع العدد الإجمالي إلى 39 مقاتلة ضمن صفقة تشمل 50 طائرة من إنتاج شركة “لوكهيد مارتن”.

وأوضح أن إسرائيل طوّرت قدرة هذه الطائرات لحمل ذخائر خارجية على أجنحتها خلال العدوان على غزة، مما يزيد من قدرتها التدميرية في الحرب المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.

كما أشار إلى أن هذه التطورات العسكرية تأتي استكمالًا لمخططات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد فشل رهانه على تهجير الفلسطينيين بفعل الضغط المصري والعربي.

وأكد أن مصر لعبت دورًا محوريًا في منع تنفيذ هذه المخططات، ونجحت في إفشال مشاريع التهجير القسري التي كانت تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال تغيير الواقع الديموغرافي في القطاع.

في ظل هذا المشهد المعقد، يبدو أن التوترات في البحر الأحمر ليست مجرد صراع عسكري محدود، بل هي جزء من لعبة إقليمية ودولية أوسع، حيث تتشابك المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية.

وإذا استمر النهج الحالي دون حلول جذرية، فإن المنطقة قد تكون أمام مزيد من الفوضى والتصعيد، مع تداعيات كارثية على الأمن والاستقرار العالميين.

مداخلة الإعلامي علي وهيب جاءت بمثابة جرس إنذار، حيث شدد على أن الحل لا يمكن أن يكون عسكريًا، بل يجب أن يكون عبر تسويات سياسية عادلة تشمل حل القضية الفلسطينية كأساس لأي استقرار مستدام في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: