القاهرة – رندة نبيل رفعت
في لمسة إنسانية تعكس عمق التضامن ، زار السفير القطري طارق علي فرج الأنصاري، سفير دولة قطر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، مستشفى 57357 لأطفال السرطان في مصر، وذلك ضمن فعالية إفطار رمضاني نظمتها دولة قطر للسنة الثانية على التوالي. جاءت الزيارة بدعم مشترك من جمعية قطر الخيرية ووزارتي الخارجية والداخلية القطريتين، لتؤكد استمرار الدعم القطري لرعاية الأطفال المرضى وتعزيز أواصر التعاون مع مصر.
بدأ السفير الأنصاري زيارته بجولة داخل أقسام المستشفى، حيث التقى الأطفال الذين يعجزون عن مغادرة غرفهم بسبب حالتهم الصحية، وسلمهم هدايا رمزية حملت ابتسامات عريضة على وجوههم. فيما تجمع أطفال آخرون مع عائلاتهم في حديقة المستشفى، التي تحولت إلى منصة فرح تضمّنت فقرات ترفيهية وغذاءً جماعياً، بحضور كوكبة من الدبلوماسيين والأكاديميين والإعلاميين والكتاب والأطباء، ممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع القطري والمصري.
وفي كلمة مؤثرة، أكد السفير الأنصاري أن هذه المبادرة تهدف إلى “رفع معنويات الأطفال وعائلاتهم في رحلة علاجهم الشاقة”، مضيفاً: “أتمنى أن يأتي اليوم الذي أزور فيه هذا المستشفى ولا أجد طفلاً واحداً مريضاً”. كما أشاد بالكادر الطبي والإداري، واصفاً إياهم بـ”الأبطال الذين يختارون يومياً خوض معركة الإنسانية ضد المرض”.
لم تخلُ الزيارة من الإشارة إلى الروابط التاريخية بين قطر ومصر، حيث شدد الأنصاري على أن “دعم مصر أولوية لقطر، خاصة في المجالات الإنسانية التي تجسد قيم رمضان المشتركة”.
كما نوّه إلى أن هذه المبادرة جزء من سلسلة مشاريع خيرية تدعمها قطر في مصر، تعزيزاً لمبدأ التكاتف الإسلامي والعربي.
اختُتم اليوم بتوجيه الدعوات للشفاء العاجل للأطفال، وتقديم الشكر لكل من ساهم في إنجاح الفعالية.
هذه الزيارة لم تكن مجرد إفطار جماعي، بل رسالة قوية مفادها أن التعاون الإنساني قادر على صنع معجزات، وأن الأمل لا يموت طالما هناك قلوب تنبض بالعطاء.
