“سانت بطرسبرج 2025: قفزة اقتصادية عالمية.. والشرق يكتب فصلاً جديدًا في قلب روسيا”

“سانت بطرسبرج 2025: قفزة اقتصادية عالمية.. والشرق يكتب فصلاً جديدًا في قلب روسيا”

القاهرة – رندة نبيل رفعت

في مشهد يعكس تحولات خريطة الاقتصاد العالمي، تستعد مدينة سانت بطرسبرج الروسية لاستضافة الدورة الـ28 من منتداها الاقتصادي الدولي (18-21 يونيو 2025)، تحت رعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يُكرس حضوره السنوي رمزيةً لموقع الحدث كواحد من أبرز المنصات الفاعلة في تشكيل مستقبل الاقتصاد الدولي.

المنتدى الذي يُنتظر أن يجتذب أكثر من 15 ألف مشارك من قادة سياسيين واقتصاديين وخبراء، يأتي في توقيتٍ حاسم مع تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات الأزمات المتلاحقة، حيث تُناقش أجندته تحديات الأسواق الناشئة، ورهانات التحول الرقمي، وصراعات الطاقة، إلى جانب محورٍ استثنائي يركز على توسع الشراكة الاقتصادية العربية-الروسية التي شهدت قفزاتٍ غير مسبوقة.

الشرق العربي.. شريك استراتيجي في قلب الأجندة:
تأكيدًا للدور العربي المتصاعد، تستضيف الدورة القادمة وفودًا رفيعة المستوى من الإمارات وعُمان ودول خليجية وعربية أخرى، بعدما سجلت نسخة 2024 حضورًا عربيًا لافتًا أثار اهتمام المراقبين.

هذه المشاركة ليست مجرد دبلوماسية اقتصادية روتينية، بل تعكس تحولات عميقة في مسار التعاون المشترك، بدءًا من استثمارات الطاقة الخضراء، وصولًا إلى الشراكات التكنولوجية واتفاقيات الأمن الغذائي التي حوّلت الدول العربية إلى شريكٍ استراتيجي في رؤية روسيا الاقتصادية.

خلال الجلسات الحوارية، سيتصدّر ملف “ممرات التجارة البديلة” و”التكامل المالي في ظل العملات الرقمية” نقاشات ساخنة، خاصة مع تعاظم دور الدول العربية كجسرٍ يربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، في وقتٍ تسعى فيه روسيا لتعزيز نفوذها في الاقتصادات الناشئة بعيدًا عن الضغوط الغربية.

الحدث ليس مجرد منصة للخطابات الرنّانة، فتاريخ المنتدى يحفل بإعلان صفقاتٍ بمليارات الدولارات، حيث يُتوقع أن تشهد الدورة القادمة توقيع اتفاقيات مشتركة في قطاعات النقل الذكي والذكاء الاصطناعي والهيدروجين الأخضر، مع تركيزٍ خاص على ربط رؤية “الإمارات 2071″ و”رؤية عُمان 2040” بالمشاريع الروسية الطموحة.

بينما تُشكل الأجندة الغنية للمنتدى خريطة طريقٍ للتعافي الاقتصادي، تبقى الرسالة الأهم: تحوّل القوة الناعمة العربية إلى لاعبٍ دولي لا يُستهان به، في عالمٍ لم يعد أحادي الأقطاب. سانت بطرسبرج 2025 ليست مجرد فعالية، بل محطةٌ تاريخية تُعلن: الشراكة الاقتصادية أصبحت لغةً جديدة للحوار بين الشرق والغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: