يرى الإعلامي علي وهيب أن قمة القاهرة اليوم تعد واحدة من أصعب وأهم القمم العربية، نظرًا لما تواجهه المنطقة من تحديات تتطلب موقفًا عربيًا موحدًا وواضحًا.
ويشدد على أهمية تبني خطة مصرية فلسطينية “عربية” متكاملة، ترتكز على رؤية مصرية واضحة للتعامل مع الوضع في غزة، وإعادة الإعمار، وصولًا إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
بحسب وهيب، فإن الخطة المصرية لإعادة الإعمار هي في الأصل خطة فلسطينية مصرية، تقوم على مرحلتين: الإنعاش وإعادة الإعمار، مع ضرورة وجود مسار سياسي يضمن وقف إطلاق النار، ورسم تصور واضح لمستقبل إدارة قطاع غزة.
تعتمد هذه الخطة على إشراك مؤسسات التمويل الدولية ودعم السلطة الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
ويؤكد وهيب أن الرئيس محمود عباس سيطرح خلال القمة تصورًا لتشكيل لجنة سياسية لإدارة القطاع تحت إشراف السلطة الشرعية، إلى جانب تقديم رؤية للوضع الأمني، في ظل رفض عربي وإقليمي ودولي لوجود حركة حماس في المشهد السياسي.
القمة العربية هذه المرة مختلفة، وفقًا لوهیب، فهي ليست مجرد اجتماع عربي تقليدي، بل قمة “الخروج من عنق الزجاجة”.
فإذا لم يتم التوصل إلى حلول جذرية وقرارات قاطعة، قد تجد الدول العربية نفسها أمام ضغوط أمريكية لفرض حلول غير عادلة.
مصر تقود حراكًا واسعًا لتوحيد الموقف العربي والضغط باتجاه حل الدولتين، خاصة مع تصاعد المخاوف بشأن مخطط التهجير.
ولذلك، من الضروري أن يكون موقف القادة العرب واضحًا في رفض أي حلول لا تضمن الحقوق الفلسطينية، وتقديم رؤية عربية بديلة لملف إعادة الإعمار.
ورغم التجارب غير المشجعة مع القمم العربية السابقة، فإن هذه القمة تحمل أملًا في نهج عربي جديد قائم على المواجهة الحقيقية، وليس مجرد الشعارات.
فالمخطط المطروح اليوم لا يستهدف القضية الفلسطينية فقط، بل يسعى لإعادة تشكيل المنطقة بما لا يخدم المصالح العربية.
وهنا، يبرز الدور المحوري لمصر والأردن في التصدي لمخطط التهجير، الذي ولد ميتًا بفضل مواقفهم الحاسمة.