بندوة مدريد.. باحث مغربي يؤكد أن “الثالوث العقدي الفقهي السلوكي” سر استقرار التدين المغربي

بندوة مدريد.. باحث مغربي يؤكد أن “الثالوث العقدي الفقهي السلوكي” سر استقرار التدين المغربي

أكد الدكتور حميد لحمر، الخبير بمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، في مداخلة له بندوة “مشخصات التدين الآمن” التي نظمها المركز الإسلامي بمدريد، أن السر التاريخي في استقرار التدين المغربي يعود إلى تكامل ثلاثية أمنية تجمع بين العقيدة الأشعرية السنية، والفقه المالكي المعتدل، والتصوف السلوكي القائم على الأخلاق والذكر، مشيرًا إلى أن هذا النموذج التكاملي – الذي صاغه علماء المغرب والأندلس عبر قرون – يشكل ضمانة لتحصين الشباب المسلم في أوروبا من التطرف، ويسهم في تعزيز التعايش مع المجتمعات المضيفة.

وأوضح لحمري أن المدرسة المالكية المغربية تميزت بدمج هذه الأركان الثلاثة في مؤلفاتها التعليمية، بدءًا من ترسيخ العقيدة في المقدمة، مرورًا بتنظيم العبادات والمعاملات، وختامًا بتهذيب النفس عبر الأخلاق والسلوك، مستشهدًا بنماذج مثل “الرسالة” لابن أبي زيد القيرواني، و”المرشد المعين” لابن عاشر، والتي شكلت مناهج تربوية لصناعة الشخصية المتوازنة.

وشدد على ضرورة اعتماد هذا الثالوث في تأهيل الأئمة والدعاة بالمهجر، عبر تدريبهم على الفقه المرن القادر على التكيف مع تنوع المجتمعات الأوروبية، مع الحفاظ على الهوية الدينية، مشيرًا إلى أن مرونة المذهب المالكي – الذي يجمع بين ثبات العقيدة ومرونة الفقه – تتيح للمسلمين الاندماج الإيجابي دون تنازل عن الثوابت، مؤكدًا أن هذا النهج هو الأقدر على مواجهة خطاب التطرف، وتحقيق “التدين الآمن” المنفتح على الآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: