القاهرة – رندة نبيل رفعت
استضاف “بيت العراقيين” في القاهرة، برعاية السفير العراقي الدكتور قحطان الجنابي، لقاءً حوارياً موسعاً مع سماحة السيد عمار الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، حضره سفراء عرب ومسؤولو جامعة الدول العربية ونخبة من السياسيين والمفكرين المصريين والعرب.
في كلمته الافتتاحية، شدد الحكيم على “الرسالة التاريخية لمصر كحصن منيع للقضية الفلسطينية”، مُحذراً من مخططات التهجير القسري أو التوطين البديل، واصفاً إياها بـ”خنجر يُطعن في خاصرة الأمة”. وأكد أن إعمار غزة يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع الحفاظ على “حق الأرض والهوية الفلسطينية”، قائلاً: “لا يُقبل أن تُبنى المدينة على أنقاض الحقوق”.
وانتقل إلى الملف العراقي، مشيداً بجهود الحكومة في إعادة الإعمار وتحسين الخدمات، لكنه دعا إلى “دعم عربي عاجل” لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، خاصة مع استعداد بغداد لاستضافة القمة العربية المقبلة، والتي وصفها بـ”فرصة ذهبية لالتئام الجرح العربي”.
وأضاف: “العراق اليوم ليس ساحة للصراعات، بل منصة للحلول”، مُطالباً بتعزيز موقفه الدولي في قضايا مثل الأزمة السورية والملف النووي الإيراني.
وفيما يخص سوريا، ألقى الحكيم باللوم على “التدخلات الخارجية” في تعقيد الأزمة، داعياً إلى حل سياسي شامل يضمن حقوق جميع المكونات، وقال: “دمشق لن تستقر إلا بيد أبنائها، وكل تدخل أجنبي هو إطالة لأجل المأساة”.
اختتم الحكيم حديثه بتحذيرٍ صريح: “الأمة أمام مفترق طرق: إما التكامل أو التشرذم”، مُشيراً إلى أن الثروات العربية لو أُحسِن توظيفها لتحولت المنطقة إلى قوة عالمية، لكن الصراعات الداخلية تجعلها “فريسة للأطماع”. واختتم باقتباسٍ لافت: “المنح تأتي من المحن.. فلنصنع من أزماتنا سُلماً نصعد به إلى المستقبل”.
