القطب المالي بالمغرب: قصة تأسيس قوية ورؤية مستقبلية طموح”قـــــوى”

القطب المالي بالمغرب: قصة تأسيس قوية ورؤية مستقبلية طموح”قـــــوى”

الدار البيضاء – رندة نبيل رفعت

بوابة إفريقيا المالية

يُعد القطب المالي بالدار البيضاء (Casablanca Finance City – CFC) إحدى الركائز الأساسية التي يعتمد عليها المغرب لتعزيز مكانته كقلب مالي نابض بين إفريقيا والعالم.

منذ انطلاقته، تحول هذا الصرح إلى قوة اقتصادية جاذبة للاستثمارات الدولية، ومحفزة للتعاون بين القارات، حيث يجسد طموح المملكة في أن تكون جسرًا يربط الشمال بالجنوب، والشرق بالغرب.

انبثقت فكرة القطب المالي بالمغرب عام 2010 بمبادرة من الملك محمد السادس، الذي أراد تحويل الدار البيضاء إلى مركز مالي إقليمي ينافس كبريات المدن العالمية مثل دبي وشنغهاي.

وبحلول عام 2015، حصل المشروع على اعتراف دولي عبر تصنيفه كـ”منصة مالية متكاملة” من الاتحاد الأوروبي، مما فتح الباب أمام تدفق الاستثمارات الأجنبية.

وتميز القطب ببنية تحتية متطورة تجمع بين المؤسسات المالية الكبرى، والمناطق الحرة، ومراكز الابتكار التكنولوجي، ما جعله وجهةً للشركات العالمية الراغبة في التوسع بإفريقيا.

يرتكز القطب المالي على مجموعة من القطاعات الحيوية التي تعزز قوته التنافسية، منها الخدمات المالية المصرفية التي تضم فروعًا لبنوك دولية كـ”سوسيتيه جنرال” و”بنك إفريقيا”، إلى جانب صناديق الاستثمار المتخصصة. كما أولى المشروع اهتمامًا كبيرًا بتكنولوجيا المال (فينتيك)، عبر دعم الشركات الناشئة في مجالات البلوك تشين والدفع الإلكتروني.

ولا يغيب عن المشهد دور القطب في تمويل مشاريع الطاقة المتجددة، خاصة مع مبادرات مغربية عملاقة مثل “نور” للطاقة الشمسية.

نجح القطب المالي في نسج شبكة من الشراكات الإستراتيجية، بدءًا بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي والبنك الإفريقي للتنمية لتمويل مشاريع البنية التحتية بالقارة، ومرورًا بتحالفات مع مراكز مالية كبرى مثل لندن وفرانكفورت، وصولًا إلى شراكات مع مؤسسات دولية كالبنك الدولي.

ويُشرف على هذه التحالفات السيد سعيد إبراهيمي، الرئيس التنفيذي للقطب المالي، الذي يؤكد دائمًا أن “الدار البيضاء ليست مركزًا مغربيًا فحسب، بل بوابة إفريقيا لاستقطاب رؤوس الأموال العالمية”.

تمتلك إدارة القطب المالي، تحت قيادة السيد سعيد إبراهيمي، خارطة طريق طموحة حتى عام 2030، تهدف إلى جعل الدار البيضاء مركزًا رائدًا للتمويل الأخضر في إفريقيا، عبر تمويل مشاريع مستدامة تتوافق مع أهداف المناخ.

كما تسعى إلى تعزيز التحول الرقمي من خلال تبني العملات المشفرة وتطوير منصات تداول آمنة.

ولا تغيب عن الرؤية خطط التوسع الإفريقي، عبر دعم الشركات المغربية للاستثمار في الأسواق الناشئة بالقارة، مع هدفٍ واضحٍ بجذب 500 شركة دولية بحلول 2025.

واجه القطب المالي تحديات كبيرة، أبرزها المنافسة الشرسة مع مراكز مثل جوهانسبرغ ودبي، بالإضافة إلى الحاجة لتأهيل الكفاءات المحلية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.

لكن الإنجازات كانت أكبر، حيث دخل القطب قائمة أفضل 15 مركزًا ماليًا ناشئًا عالميًا عام 2023، واستقطب أكثر من 200 شركة من 40 دولة، مساهمًا بذلك في تنويع الاقتصاد المغربي وخلق آلاف الفرص الوظيفية.

القطب المالي بالدار البيضاء ليس مجرد أبراج زجاجية تلمع تحت شمس المغرب، بل هو تعبير عن إرادة وطنية لصناعة مستقبل مالي مستقل لإفريقيا.

بقيادة السيد سعيد إبراهيمي، وبرؤية تجمع بين الابتكار والتقاليد المالية الرصينة، يثبت المغرب أن بإمكان القارة السمراء أن تُحدث فرقًا في الخريطة الاقتصادية العالمية… حيث تُكتب هنا قصة نجاحٍ لا تُنتهى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: