إطلاق كتاب “الرواية الفلسطينية: مليون عام من التاريخ الحضاري”

إطلاق كتاب “الرواية الفلسطينية: مليون عام من التاريخ الحضاري”

القاهرة – رندة نبيل رفعت

انطلقت اليوم فعالية إطلاق كتاب “الرواية الفلسطينية: مليون عام من التاريخ الحضاري”،بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية بحضور السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، نيابة عن الأمين العام أحمد أبو الغيط، ورئيس وزراء فلسطين السابق محمد اشتيه، والسفير الدكتور سعيد أبو علي الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، وكبار مسؤولي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

يضم الكتاب أكثر من 1000 صفحة من المعلومات والبيانات التاريخية ، والذي يمثل مشروعًا بحثيًا ضخمًا .

في هذا السياق، أشار د. محمد أشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني السابق ورئيس مجلس إدارة مركز الأبحاث الفلسطيني، إلى أن الكتاب تم إعداده بواسطة أربعين باحثًا تحت إشراف د. حمدان طه، ويمثل جهدًا جماعيًا لدحض الرواية الإسرائيلية حول فلسطين.

وخلال الفعالية، طرح د. أشتية تساؤلاً جوهريًا: “هل هناك براهين تدعم ادعاء أن فلسطين عاشت مليون سنة؟”، موضحًا أن الباحثين هم من سيقومون بالإجابة على هذا السؤال استنادًا إلى الأدلة العلمية والمكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها في فلسطين على مر العصور.

ويرى د. أشتية أن الكتاب يمثل تجسيدًا لعلاقة الإنسان بالأرض ويعكس التنوع الثقافي الذي شكل هوية الفلسطينيين عبر العصور.

كما أكد أشتية أن الشعب الفلسطيني يخوض أربع حروب معقدة: الأولى تتعلق بالأرض والجغرافيا، والثانية بالإنسان والديموغرافية، والثالثة بشأن المال، والرابعة تتعلق بالرواية.

وشدد على أن المعركة من أجل الرواية تُعد جوهر الصراع الفلسطيني، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني له جذور عميقة في أرضه، وأن الاستعمار هو الطارئ، وليست الهوية الفلسطينية. وركز على أهمية الوعي التاريخي، محذرًا من تكرار الأخطاء الماضية.

انتقد د. أشتية تصاعد الصهيونية الدينية في إسرائيل، التي توظف الكتابات الدينية لتبرير مشاريعها الاستيطانية، مؤكداً أن الأوضاع الحالية ليست مجرد صراع سياسي أو أمني، بل ترغب في توسيع نطاق السيطرة مستندةً إلى أساطير دينية. وفيما يتعلق بالمستقبل،

أكد د. أشتية أن الرؤية للغد يجب أن تشمل كافة الأراضي الفلسطينية، وليس غزة فقط، داعيًا إلى عدم تفكيك الكيان الفلسطيني في إطار نظامين مختلفين، مشيرًا إلى ضرورة أن تبقى منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

أبرز دكتور أشتية ثلاثة تحديات رئيسة تواجه الشعب الفلسطيني اليوم، أولها سياسة التجويع والتفقير.

هنا، أعرب عن تقديره للدول العربية على دعمها لصمود الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن 40% من ميزانية السلطة الفلسطينية تُقتطع، وهذا جزء من الهجوم الممنهج على الشعب الفلسطيني.

أما التحدي الثاني، فهو معاناة عائلات الأسرى والشهداء، حيث أشار إلى وجود أكثر من 17 ألف يتيم وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين، بالإضافة إلى الأضرار التي طالت البنية التحتية، خاصةً مع استمرار جهود إعادة الإعمار في غزة بعد تدميرها في عام 2014.

وفيما يتعلق بالتحدي الثالث، لفت انتباه الحضور إلى تأثير الإدارة الأمريكية الحالية، موضحًا كيف يتعامل رؤساء البيت الأبيض مع القضية الفلسطينية وفقًا لنموذج غير عادل.

وفي الختام، دعا أشتية إلى استعادة الدور العربي الفاعل، وخاصةً من مصر والأردن والسعودية، من أجل إعادة صياغة المشهد العربي بما ينسجم مع تطلعات الشعب الفلسطيني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: