القاهرة – رندة نبيل رفعت
حول كلمة السفير مهند العكلوك في مناسبة “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، ألقى السفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، كلمة قوية ومؤثرة تجسدت فيها معاناة الشعب الفلسطيني وآلامه، كما عكست التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في مواجهته لحالات الظلم والاحتلال.
بدأ السفير العكلوك كلمته بالتأكيد على أن الإنسانية التي لا تعترف بالمساواة بين جميع البشر هي مجرد قناع توضع على وجه الحقائق المظلمة.
لقد أشار بوضوح إلى أن العدالة الدولية التي لا تُنصف الضحايا ولا تُعاقب المعتدين هي عبارة عن نظام مختل لا فائدة منه.
ومن هنا، فقد أوضح أن النظام الدولي القائم، الذي يستثني إسرائيل من المساءلة عن جرائمها المتواصلة، سيكون عاجزًا وغير مستدام.
أمامه، كان السفير يتحدث عن واقع فظيع لا يمكن تجاهله. فقد سلط الضوء على استمرار الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، حيث مر 422 يوماً من القتل والتدمير.
وفي إيقاع مأسوي واضح، عرض الأرقام المفزعة المتعلقة بالخسائر البشرية، مبرزًا معاناة عائلات فقدت أحباءها، وشهدت تدمير حياتها ومنازلها بلا رحمة.
وفي سياق حديثه، اتجه العكلوك نحو دعوة المجتمع الدولي للتحرك من مجرد الكلمات إلى الأفعال. إن النجاح في دعم حقوق الشعب الفلسطيني يتطلب مراجعة جادة للعلاقات مع إسرائيل وفرض العقوبات عليها، بالإضافة إلى الاعتراف بدولة فلسطين.
إن تماهي الدول التي تدعي احترام حقوق الإنسان مع مزاعم “حق الدفاع عن النفس” الإسرائيلية يعد تضليلًا غير مقبول. استمرارًا في خطابه، أشار العكلوك إلى الأبعاد الإنسانية التي تتجاوز الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، محددًا كيف تسبب الاحتلال في تفشي الفقر، والجوع، وتدمير النظام الصحي، التعليمي، والمعيشي للفلسطينيين.
وفي ذلك، استند إلى الأهداف الأممية للتنمية المستدامة كدليل على الانتهاك المستمر للحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتع بها كل إنسان.
وفي ختام كلمته، أكد العكلوك إيمان الشعب الفلسطيني بحقوقه وعدالته، مشددًا على العزم على مواصلة النضال حتى تحقيق الحرية. دعوته للعالم كانت واضحة: يجب أن يتضامن الجميع مع الإنسانية وكافة القيم التي يشتركون فيها.
وقد أعطيت كلمته دلالة روحانية عميقة من خلال استشهاده بآيات من القرآن الكريم، معبرًا عن الأمل والتعاون في تحقيق الخير.
هذا الخطاب ليس مجرد صوتٍ ينادي في صحراء الإهمال الدولي، بل هو صرخة موجهة إلى الضمير العالمي، تدق ناقوس الخطر وتعزز الحاجة إلى موقف انتقائي يتبنى القيم الإنسانية الحقيقية.
إن ظلام الاحتلال لا يمكن أن يستمر في ظل إرادة الشعوب ودعوات العدالة، والأمل في غدٍ أفضل لا يزال ينبض في قلوب الفلسطينيين وكافة أحرار العالم.