قضايا الشرق الأوسط بعد فوز ترامب وأحداث البريكس ومطامعه في القرن الإفريقي

قضايا الشرق الأوسط بعد فوز ترامب وأحداث البريكس ومطامعه في القرن الإفريقي

كتب – رندة نبيل رفعت

تُعتبر قضايا الشرق الأوسط من أكثر التحديات السياسية تعقيدًا وتأثيرًا على الساحة الدولية، وتتزايد تعقيداتها مع تغير القيادات العالمية وتطور التحالفات الاقتصادية والجيوسياسية.

شهدت فترة ما بعد فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016 انعطافات حادة في السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، بالتزامن مع تطورات مجموعة البريكس وصعود قوى اقتصادية جديدة، ما أضاف أبعادًا جديدة للصراعات والمنافسة الدولية في المنطقة.

السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بعد فوز ترامب منذ تولي ترامب الرئاسة، تبنّت الولايات المتحدة سياسة جديدة تجاه الشرق الأوسط، تتمثل أبرز ملامحها في:

الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني:

كان لقرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018 أثر كبير في تصعيد التوترات الإقليمية.

حيث أعاد فرض العقوبات على طهران، مما دفع المنطقة نحو حالة من الاستقطاب والتوتر العسكري.

صفقة القرن:

عمل ترامب على طرح خطة تسوية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، عُرفت بـ”صفقة القرن”، التي ركزت على تعزيز مصالح إسرائيل وفرض تسويات تتجاهل حقوق الفلسطينيين التاريخية، مما أدى إلى رفضها من قبل معظم الأطراف العربية والفلسطينية.

تعزيز التحالف مع دول الخليج:

عززت إدارة ترامب علاقاتها مع دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، من خلال صفقات تسليح ضخمة ودعم مواقفها ضد إيران.

دور البريكس وتأثيره على قضايا الشرق الأوسط مجموعة البريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، تسعى إلى إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي بعيدًا عن الهيمنة الغربية.

وقد أثرت أنشطة البريكس على قضايا الشرق الأوسط بعدة طرق:

1.التعاون مع إيران:

دعمت دول البريكس، خاصة الصين وروسيا، إيران في مواجهة العقوبات الأمريكية، مما زاد من تعقيد جهود واشنطن للضغط على طهران.

2.الاستثمار في إعادة الإعمار:

ركزت بعض دول البريكس على الاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا والعراق، مما ساهم في تعزيز نفوذها بالمنطقة.

3.التنافس الاقتصادي:

شكّلت البريكس منصة للتنافس الاقتصادي مع الولايات المتحدة، خاصة في أسواق النفط والغاز بالشرق الأوسط.

مطامع ترامب في القرن الإفريقي لم تقتصر سياسات ترامب على الشرق الأوسط، بل امتدت إلى القرن الإفريقي، حيث أدرك أهمية هذه المنطقة الاستراتيجية كمحور للتجارة الدولية والنفوذ الجيوسياسي:

السيطرة على طرق التجارة العالمية:

سعت إدارة ترامب إلى تعزيز النفوذ الأمريكي في القرن الإفريقي عبر دعم القواعد العسكرية في جيبوتي ومحاولات تحجيم النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة.

دعم الشركاء الإقليميين:

ركز ترامب على دعم إثيوبيا والصومال في مواجهة الإرهاب، لكنه أظهر اهتمامًا محدودًا بحل النزاعات الإقليمية مثل أزمة سد النهضة.

التنافس مع الصين:

كان القرن الإفريقي مسرحًا للتنافس الأمريكي-الصيني، حيث تسعى بكين لتعزيز استثماراتها في البنية التحتية، بينما حاولت إدارة ترامب تعزيز النفوذ الأمريكي عبر المبادرات الأمنية والاقتصادية.

التداعيات على مستقبل المنطقة أدى الجمع بين سياسات ترامب وأحداث البريكس إلى نتائج مهمة على المنطقة:

زيادة الاستقطاب الإقليمي:

انقسمت دول المنطقة بين محورين؛ الأول داعم للولايات المتحدة ومصالحها، والثاني منفتح على التعاون مع قوى جديدة مثل الصين وروسيا.

تعقيد الصراعات:

ساهمت هذه السياسات في تصعيد الصراعات القائمة مثل الأزمة الخليجية والحرب في اليمن.

تعزيز النفوذ الصيني والروسي:

استغلت الصين وروسيا الفراغ الذي تركته السياسات الأمريكية المتقلبة لتعزيز نفوذهما في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي.

الخلاصة

لقد شكّل فوز ترامب وأحداث البريكس مرحلة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط والقرن الإفريقي، حيث تصاعدت التوترات وازدادت المنافسة الدولية.

وبينما سعت إدارة ترامب إلى تعزيز الهيمنة الأمريكية عبر سياسات اقتصادية وأمنية صارمة، أصبحت المنطقة أكثر انفتاحًا على تعددية القوى، مما يشير إلى تحول تدريجي في توازن القوى العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: