بقلم : زكى عرفه
مما لا شك فيه أن لفظ الأمومه من أسمى الكلمات و الصفات على وجه الأرض ، فهى غريزه إختص بها المولى عز وجل الأم و لكن .. ليست كل أم ، فهناك الكثير ممن يطلق عليهن لفظ أم و ليس بهن صفاتها .
هناك أمهات إنتزع منهن الرحمه بأطفالهن ، فمجرد أن تعقد مع شيطانها صفقة الهروب من المسئوليه المشروعه التى فرضها المولى عز وجل عليها تتركهم بدون مأوى لوالدهم ، و هناك الكثير من الحجج الواهيه التى تبرهن بها تلك الأم البائسه افعالها و تركها لأطفالها ، فى وقت هو المفروض وجودها بجانبهم كى ينشأوا نشأة سويه و يصبحوا نافعين فى هذا المجتع .
وفي مفارقة عجيبة غريبة ، لا يقبلها العقل ولا الغريزة البشرية ، تتخلى كثير من الأمهات عن رعاية أبنائهن بعد حدوث الطلاق ، وهي حالات بدأت في البروز والإنتشار بشكل لافت يستدعي النظر والتمحيص فيها .
فالأم التي كانت تبذل المستحيل بالأمس وتتحمل كل الإهانات والمعاناة من أجل الإحتفاظ بفلذة كبدها والبقاء بقربهم تحولت ولأسباب شخصيه و مادية بحتة إلى أول من يتخلى عنهم .و يقول المثل “ ليس اليتيم من لا أب له .. بل اليتيم من ليس له أم ” .
لأنها الحضن والحصن المنيع الذي يحمى الأطفال من كل شر ، و لكن .. للأسف بعض الأمهات تجردن من المشاعر والأحاسيس ، ويحاولن تبرير فعلتهن بعدم قدرتهن على تحمل مسؤولية الأبناء لوحدهن ، سيما مع القوانين المجحفة التي لا تنصفهن .
وذلك بحسب قولهن ، وقيمة النفقة ، او بعشقهن لرجل آخر غير الزوج فتترك له الأطفال بحجة قلة النفقه و تتزوج من رجل آخر ، و لنا هنا وقفه .. هل لو كانت مشكلتها مع الزوج هى سبب تركها للأبناء ، فلما تزوجت من آخر و أنجبت منه هو الآخر ؟!! .. و هل حبها و حنيتها وأمومتها و رعايتها للأطفال الذين أنجبتهم من الرجل الثانى حقيقيه ؟!! ..و هل يمكن لأى أم أن تحب إبن لها و تقدم له الرعايه الكامله و تمارس معه امومتها الحقيقيه ، و تترك إبن آخر بدون رعايه ؟!! .
وما ذنب الطفل الذى تركته امه و نشأ فى المجتمع بدون رعايه فأصبح شخص غير سوى يقوم بإيذاء نفسه و الغير ..
هل هذا ذنبه هو ليكون ضار و منبوذ من المجتمع و آخر صالح و نافع للمجتمع ؟!! .المعادله فى قمة الصعوبه و قد سردت لسيادتكم كل تلك الأفكار ، و التى كثرت فى مجتمعنا لكى تكون هناك نظرة صائبه ، و لكى يكون هناك رفقآ بكل طفل تعرض لظلم من أمه ووصل به الحال الى أن اصبح لصآ او قاتلآ او مدمنآ او….. ، فمن نحاسب ؟!! ، الطفل أم امه التى تركته حتى وصل لما هو عليه ، و الذى يصل أثره إلى حدّ ظهور طفل معقّد نفسياً ، لديه سلوك عدوانى قد يدفعه لإرتكاب جريمة بحق نفسه أو بحق الآخرين ..