السفير اللوح يوجه نداء عاجل أمام مجلس الجامعة العربية بضرورة مساندة ودعم شعبنا أمام الإرهاب الإسرائيلي
القاهرة6-3-2023وفا- وجه سفير دولة فلسطين ومندوبها الدائم بالجامعة العربية دياب اللوح، نداء عاجل للأمة العربية بإسم أهل القدس والشعب الفلسطيني بأن لا تتركوهم وحدهم أمام الأخطار المحدقة بهم من كل حدبٍ وصوب ولمواجهة الممارسات العنصرية العدوانية الشرسة الدموية التي يتعرض لها شعبنا من قِبل قوات الإحتلال الإسرائيلي وعصابات مستوطنيه المسلحة بدعم من حكومته الصهيونية الدينية المتطرفة الفاشية التي تحكم إسرائيل وتعمل ليس على تزوير التاريخ وقلب الحقائق وتحريف الرواية فقط وإنما لإفراغ الأرض من سكانها وأصحابها الفلسطينيين في أبشع عملية ترانسفير وأشرس حرب إبادة جماعية.
وقال السفير اللوح في كلمته مجلس الجامعة العربية في دورته 159 على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مندوب مصر بالجامعة العربية السفير محمد عرفي، وحضور الأمين العام المساعد للجامعة السفير حسام زكي، أسمحوا لي أن أنقل لكم نداء وإستغاثة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الإحتلال الإسرائيلي الغاشم والذي يُذبح يومياً وتسفك دماؤه، وتسرق مقدراته وموارده الطبيعية، وتصادر أرضه، وتُهدم منازله ومنشآته، وتُقتلع أشجاره وتُحرق مزارعه، وتُردم آباره، ويتعرض للإعتداء والقتل من قِبل المستوطنين المستعمرين وعصاباتهم المسلحة المدعومة من جيش وشرطة وقوات حرس حدود الإحتلال، فالمواطن الفلسطيني ممنوع عليه الدفاع عن نفسه حتى بالأيادي المجردة، ويُحرم من ممارسة حياته الطبيعية والإنسانية وحتى المعيشية بشكل كريم .
وأضاف اللوح في كلمته أمام مجلس الجامعة، نعلم أنه قد طال أمد قضيتنا ولكن مهما طال الزمن، نحن صامدون على أرضنا ومستمرون في كفاحنا العادل والمشروع، ولن نكل ولن نستكين ولن نسلم بسياسة الأمر الواقع، ولن نرفع الرايات البيضاء فستبقى راية وعلم فلسطين عالية خفاقة، مؤكدا على أهمية دعمكم العربي الأصيل المستمر الذي نعتز ونتمسك فيه، ونحن أصحاب حق ونؤمن بحقنا وعلى أتم الإستعداد والجاهزية لمواصلة تقديم التضحيات الجسام وتقديم الغالي والنفيس من أجل إنجازه وتحقيقه والوصول إليه مهما أشتدت المؤامرات، ونستند في ذلك لمواقف الأشقاء والأحرار المناصرين مهما تغول الإحتلال وقطعان مستوطنيه ومهما كانت بشاعة المجازر الدموية والجرائم البشعة التي ترتكب ضد أبناء شعبنا في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، مثلما حصل في نابلس وحوارة وبورين وعصيرة القبلية وسلفيت وطوباس وجنين وعقبة جبر والخليل والأغوار وفي مناطق أخرى كثيرة.
وأشار اللوح، إلى الجرائم المروعة التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني كجريمة حوارة في نابلس، التي إرتكبتها عصابات المستوطنين المسلحين الشهر الماضي والتي بلغت حصيلتها حرق أكثر من 100 سيارة، وأكثر من 35 منزلاً بشكل كامل، وأكثر من 40 منزلاً بشكل جزئي وإستشهاد مواطن وإصابة أكثر من 100 بالرصاص الحي والحرق بالنار والإعتداء الوحشي عليهم، تحت سمع وبصر وحماية جيش الإحتلال الذي منع سيارات الإطفاء والإسعاف من التدخل، وقيام وزراء في حكومة الصهيونية الدينية المتطرفة في إسرائيل بالتحريض على القتل وإبادة بلدة حواره وإزالتها من على الخريطة.
وأشار، إنه برغم جميع هذه الممارسات الإسرائيلية العنصرية التي تمارس بحق شعب أعزل فلقد بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال، نحو 4800 أسيراً من بينهم 170 طفلاً، و28 أسيرة، و 900 معتقلاً إدارياً دون تهمة أو محاكمة، و700 أسيراً يعانون أمراضاً مختلفة وإعاقات جسدية وحسية، ولا يتلقون الرعاية الصحية اللازمة ويتعرضون للإهمال الطبي مما يُفاقم من معاناتهم التي قد تؤدي وأدت إلى وفاة نحو 234 أسيراً على مدار سنوات الاعتقال، منوها إن من بين الأسرى 554 أسيراً محكومون مدى الحياة، وهناك 23 أسيراً منذ ما قبل إتفاقية أوسلو عام 1993، من بينهم سبعة أسرى مضى على اعتقالهم أكثر من 35 عام، موضحا إنه تم قرصنة أموال وممتلكات الأسرى أيضا فلقد تم مصادرة الأموال والذهب والسيارات ومقتنيات منازل الأسرى وأهاليهم، بالإضافة إلى إنتهاج سياسات عنصرية تعسفية وإقرار تشريعات وقوانين عنصرية بحق الأسرى تتناقص مع التشريعات والقوانين الدولية .
وقال إن فلسطين بحاجة إلى دعمكم في كافة المجالات السياسية والدبلوماسية والقانونية والاقتصادية والتنموية والمالية، لتعزيز دفاع أهل القدس وأهل فلسطين عن مقدساتهم ودُرتها المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، ولدفع كيد وجرائم إسرائيل ضد أبناء شعبنا، ولوضع حد لها، ووقفها بشكل كامل، وتوفير حماية دولية عاجلة لشعبنا، مما يتعرض له من حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها، وتستهدف وجوده على أرضه.
فنحن بحاجة إلى دعمكم، ومناصرتكم، وتعاضدكم لكي نستمر قدماً في نضالنا حتى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الغاشم بكافة أشكاله، ولنيل حقنا في تقرير مصيرنا وعودتنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة القابلة للحياة والمتصلة جغرافياً في خطوط 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وأن نعيش بحرية وكرامة وأمن وسلام عادل وشامل، جنباً إلى جنب مع دول وشعوب المنطقة والعالم.
وفي ختام كلمته قال السفير اللوح لقد تقدمنا بمشاريع قرارات مفصلة حول القضية الفلسطينية والتطورات السياسية تتعلق بالصراع المستمر مع إسرائيل، راجيا الموافقة عليها وإعتمادها لرفعها إلى مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته القادمة (159)، والتي ستعقد يوم بعد غدٍ الأربعاء وذلك تجسيداً للمفهوم القومي التاريخي بأن قضية فلسطين لازالت تمثل القضية المركزية بالنسبة لدولنا العربية الشقيقة ولأمتنا العربية المجيدة، مهما طال الزمن، ومهما أشتدت المؤامرات .
وأغتنم السفير اللوح هذه المناسبة معربا عن أطيب التهاني بمناسبة قرب حلول شهر رمضان وأن يكون شهر خير وبركة على دولنا وشعوبنا بتحقيق المزيد من الأمن والإستقرار والإزدهار لأمتينا العربية والإسلامية.
حضر الإجتماع إلى جانب السفير اللوح، مساعد وزير الخارجية والمغتربين للشؤون العربية السفير فايز أبو الرب، والسفير المناوب بمندوبية فلسطين بالجامعة العربية مهند العكلوك، والمستشار أول رزق الزعانين والمستشار جمانة الغول من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.