نظمت الجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية والسوفيتية ندوة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، للإحتفال بمرور 200 عام على ميلاد الأديب الروسي العالمي دوستويفسكى، أدارها "شريف جاد" رئيس الجمعية بحضور كل من "مراد جاتين" مدير المراكز الثقافية الروسية فى مصر، والدكتور "أنور إبراهيم" مستشار وزير الثقافة ورئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية الأسبق، والدكتور "محمد نصر الجبالى" رئيس قسم اللغة الروسية بكلية الألسن والمستشار الثقافى السابق فى روسيا، والناقد الأدبى الدكتور "عزوز إسماعيل"، و"د.يحيى عبد التواب" أستاذ المسرح بأكاديمية الفنون.
فى البداية رحب “جاد” بالحضور لافتاً الى أن دوستويفسكى بدأ الاهتمام بالقراءة في سن مبكرة من خلال قراءة القصص الخيالية والأساطير الروسية والأجنبية، وأن حياته لم تكن سهلة، فقد عاش لمدة 59 عاماً مر فيها بمِحن عديدة ولم يكن يعلم أنها ستصنع أدباً عظيماً كان مختلفاً عن أقرانه فى هذا الزمان وهى التى صنعت الخلود لهذا الاسم الكبير “دوستويفسكى” حيث لا تزال رواياته تُدرس ويكتب عنه الأبحاث والدراسات.
كما عبر “مراد جاتين” عن سعادته كون المصريين يعرفون دوستوفيسكى جيداً ويحبون أعماله ربما بدرجة أكثر من الروس أنفسهم، وهو الأمر الذى يجعله يشعر بفخر كبير، كما عبر عن امتنانه للمسئولين عن معرض الكتاب لإهتمامهم بالإحتفاء بهذا الكاتب العظيم الذى سيبقى مفخرة للأدب الروسي والعالمى، كما قدم الشكر لجمعية الخريجين على هذا النشاط.
فى حين روى “د.أنور ابراهيم” الذى يُعد أحد أهم المتخصصين العرب فى أدب دوستوفيسكى، بداياته مع الترجمة الروسية وخاصة كتب دوستوفيسكى والصعوبات التى واجهته للعثور على مؤلفاته، فقد كانت الدولة فى فترة الاتحاد السوفيتى، تفرض قيوداً كبيرة على بيع الكتب، لافتاً الى أن دوستوفيسكى لم تكن حياته سهلة فقد حُكم عليه بالإعدام وتم تخفيف الحكم وسُجن لسنوات عدة، كما أضطر الى التسول فى مرحلة من مراحل حياته، غير أنه فى النهاية أصبح واحداً من أعظم الكُتاب الروس، ومازالت كتاباته تستحوذ على اهتمام كبير من قراء الرواية فى العالم كله.
وأشار “د.محمد نصر الجبالى” الى أن دوستوفيسكى كان له دور بارز فى الأدب الروسى، فقد تمت ترجمة أعماله الى 70 لغة، كانت تدور فى اطار فلسفى يستحوذ على اهتمام الجميع، كما أن معظم أبطاله من الواقع نستطيع أن نراهم فى المجتمع المحيط بنا، فضلا عن كونه اول من طرح موضوعات عن الوجودية في الأدب، كما تناول “الجبالي” ترجمته لرواية “الآخر” والسبب في اختيار هذا العنوان وكونه الأكثر دقه خلافا لما عرف من عناوين سابقة للرواية واهمية الدقة في التعامل مع المصطلحات مع مراعاة السياق الزمني التي استخدمت فيه.
بينما بدأ الدكتور “عزوز علي إسماعيل” الناقد الأدبي حديثه عن دوستويفسكي قائلاً “نحن في بلادنا لا نعرف روسيا إلا من خلال الأدب، فالأدب هو رسول السلام والمحبة والمعرفة، مضيفاً أنه قرأ معظم أعمال دوستويفسكي، ولم ير أفضل من رسائله تعبيراً صادقاً عن حياة هذا الأديب، والتي عُدت من أعظم الأعمال في الآداب العالمية.
وتحدث “د.يحيى عبد التواب” عن الثقافة الروسية التى أثرت كثيراً فى شعوب العالم وأن الكاتب الكبير دوستوفيسكى يُعد أحد رموز هذه الثقافة والاكثر قراءة على مستوى العالم.