بدأ التحضير الجدي لقمة الجامعة العربية المقبلة المرتقبة الربيع المقبل بالجزائر، فبعد الجولة التي يقوم بها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، إلى بعض الدول العربية المؤثرة، أعلنت الجامعة العربية عن إرسال وفد عنها إلى الجزائر من أجل معاينة إمكانيات استقبال الجزائر لهذه القمة.
وقالت جامعة الدول العربية إن وفدا من الأمانة العامة للجامعة يقوده المصري، حسام زكي، الأمين العام المساعد توجه الاثنين إلى الجزائر في زيارة تستمر يومين للقاء ممثلي اللجنة الوطنية المكلفة بالإشراف على التحضيرات اللوجيستية لعقد القمة العربية بالجزائر.
وقال السفير حسام زكي في تصريح صحفي قبيل مغادرته القاهرة، إن الوفد سيقوم أيضا بالوقوف على الاستعدادات التي اتخذتها السلطات الجزائرية، وذلك من أجل ضمان نجاح القمة المقبلة وتيسير مشاركة وفود جميع الدول الأعضاء على أعلى المستويات.
ويضم الوفد حسب مساعد الأمين العام للجامعة ممثلى مختلف الإدارات المعنية في الأمانة العامة للتحضير والتنسيق والتشاور مع اللجنة الجزائرية المكلفة بالإشراف على تحضيرات القمة.
وتأتي زيارة وفد الجامعة العربية إلى الجزائر، في الوقت الذي يوجد فيه وزير الخارجية في زيارة إلى مصر تحضيرا للقمة المقبلة، التقى خلالها كل من الرئيس عبد الفتاح السياسي، ووزير خارجيته، سامح شكري.
وقال بيان للخارجية الجزائرية إن لعمامرة سلم الاثنين رسالة خطية للرئيس المصري من نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، وهو اللقاء الذي كان “فرصة لاستعراض العلاقات الثنائية التاريخية القائمة على التعاون والتضامن وآفاق تعزيزها في مختلف المجالات تجسيدا للإرادة الراسخة التي تحدو قيادتي البلدين والتي تم التأكيد عليها مجددا خلال المحادثات”.
وكانت الأوضاع السائدة على الساحة العربية، وخاصة القضية الفلسطينية والأزمة الليبية، والدور المنوط بالبلدين في ترقية العمل العربي المشترك، على طاولة المباحثات، كما تم التطرق إلى أهم الملفات المطروحة على الصعيد القاري والأهمية البالغة للتنسيق المشترك في سبيل إعلاء قيم ومبادئ الاتحاد الإفريقي، وفق البيان.
وفي السياق تباحث لعمامرة ونظيره المصري سامح شكري مختلف مجالات وآليات التعاون الثنائي وآفاق توطيدها، وأكدا استعدادهما للعمل سويا لتحقيق نجاح القمة العربية المرتقبة بالجزائر، وكذا تطورات الأزمة الليبية وآفاق تفعيل الحل السياسي لإنهاء التدخلات الخارجية في هذا البلد.
وفي تغريدة له عبر حسابه على تويتر، قال لعمامرة إنه التقى الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، بمقر الجامعة بالقاهرة، وكتب في التغريدة: “مشاورات مع أخي أحمد أبو الغيط حول الأوضاع في المنطقة العربية وآفاق تجاوز مختلف التحديات التي تفرضها الأزمات الراهنة. جددت له بهذه المناسبة التزام الجزائر بمواصلة مساعيها لتعزيز مصداقية ونجاعة العمل العربي المشترك بالتنسيق التام مع أشقائنا وقيادة أمانة جامعة الدول العربية”.
وقبل أن يصل إلى القاهرة، كان لعمامرة قد حل بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهي الجولة التي حاولت من خلالها الدبلوماسية الجزائرية إشراك الدول الفاعلة في التحضير للقمة العربية، من باب تحميل المسؤولية للجميع تحسبا لأي طارئ، ولاسيما في ظل بروز بعض المؤشرات التي تورط النظام المغربي في السعي لإفشال موعد الربيع المقبل، من خلال نشر بعض الأخبار الزائفة.
وتنطوي زيارة لعمامرة إلى مصر على أهمية كبيرة، ومن بين أهداف هذه الزيارة، حسب مراقبين، علاوة على التحضير للقمة، تطمين السلطات المصرية بأن احتضان الجزائر لمؤتمر الفصائل الفلسطينية، لا يستهدف التأثير على الموقف المصري من هذه القضية الحساسة بالنسبة للقاهرة، وإنما تماشيا والموقف التاريخي للجزائر الداعم من دون شروط للقضية الفلسطينية.
ويرى متابعون أن تركيز الجزائر على الرياض والقاهرة مردّه ثقل المملكة ومصر في التأثير على النظام العربي والقضية الفلسطينية، حيث تسعى جاهدة لتكون القمة القادمة جامعة للصف العربي، ما يجعل حرص الجزائر على إحاطتهما بكل التفاصيل بمثابة تحميل مسؤولية قوميّة في إنجاح الموعد المرتقب.