نيويورك
أثار الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، مساء أمس، ضد مشروع قرار يدعو لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، موجة استياء عربية ودولية واسعة، دفعت المجموعتين العربية والإسلامية في الأمم المتحدة للإعلان عن تحرك عاجل نحو الجمعية العامة لاستصدار قرار بديل يحظى بتأييد الغالبية الساحقة من الدول الأعضاء.
في بيان مشترك صدر من بعثة الجزائر – الممثل العربي في المجلس – أكدت الدول العربية أن الموقف الأمريكي “انحياز صارخ للاحتلال الإسرائيلي على حساب القانون الدولي والعدالة الإنسانية”، مشددة على أن “إفشال القرار في مجلس الأمن لن يوقف الجهود الدبلوماسية لحماية الشعب الفلسطيني”.
وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، قال إن “الفيتو الأمريكي لم يوقف قطرة دم واحدة في غزة، لكنه كشف أمام العالم أن إرادة وقف الحرب باتت أممية، وأن واشنطن وحدها خارج هذا الإجماع”.
من جانبها، أعلنت الجامعة العربية أنها ستنسق مع منظمة التعاون الإسلامي وعدد من الكتل الدولية الكبرى لطرح مشروع القرار في الجمعية العامة خلال الأيام المقبلة، مستندة إلى دعم أكثر من 140 دولة سبق أن صوّتت لقرارات مماثلة، مع العمل على إدراج آليات رقابية لتنفيذه.
وتشير تقديرات دبلوماسيين في نيويورك إلى أن اللجوء للجمعية العامة سيمنح الفلسطينيين دفعة سياسية قوية، وإن كان دون القوة الإلزامية لقرارات مجلس الأمن، لكنه سيشكل ضغطًا معنويًا وسياسيًا متزايدًا على الاحتلال، ويعزز عزلة الولايات المتحدة في هذا الملف الحساس.