القاهرة – رندة نبيل رفعت
في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، احتضنت العاصمة السعودية الرياض القمة الخليجية-الأمريكية بحضور بارز لقادة دول مجلس التعاون والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث كشفت القمة عن سلسلة من التفاهمات الاستراتيجية الجديدة في مجالات الأمن، الاقتصاد، والطاقة، لكنها حملت بين سطورها ما هو أبعد من التحالفات التقليدية—حملت رسالة سلام تقودها السعودية بثقة ووضوح.
وفي اجتماع مصغّر هام جرى على هامش القمة، جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس ترامب والموفد الأمريكي أحمد الشرع، بدا جليًا أن هناك مسارًا جديدًا يُرسم للمنطقة، عنوانه: الشراكة الفاعلة، والاستقرار المستدام، وصوت العقل.
المصادر أكدت أن الاجتماع شهد “تفاهمًا استثنائيًا” حول آليات إعادة تشكيل منظومة الأمن الإقليمي، ودعم مبادرات إنهاء النزاعات المفتوحة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، عبر مسارات تنموية وسياسية تتبناها الرياض.
ويحظى الأمير محمد بن سلمان بإشادة واسعة من الحضور الأمريكي والخليجي، إذ يوصف بأنه “صانع التوازنات الجديدة” و”قائد مرحلة الانتقال من الصراع إلى التنمية”، حيث أصبحت المملكة تحت قيادته منصة حوار فاعل ومحورًا لإعادة رسم توازنات الشرق الأوسط.
وأكد بيان مشترك صدر عقب القمة أن “السعودية تواصل دورها المحوري في ضمان أمن المنطقة، وتعزيز استقرار أسواق الطاقة العالمية، ودفع مبادرات السلام العادل”، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ عدد من الاتفاقات الاستثمارية والدفاعية المتقدمة بين واشنطن والعواصم الخليجية.
قمة الرياض لم تكن مجرد لقاء دبلوماسي، بل إعلان ضمني عن بزوغ عصر جديد، يقوده الشرق الأوسط من قلب السعودية.