تصعيد خطير.. واشنطن تلوح بضربة عسكرية لإيران وتواجه تهديدات نووية وردود إقليمية

تصعيد خطير.. واشنطن تلوح بضربة عسكرية لإيران وتواجه تهديدات نووية وردود إقليمية

رندة نبيل رفعت

في ظل تصاعد غير مسبوق للتوترات بين واشنطن وطهران، أعلنت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب عن احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران خلال النصف الأول من عام 2025، وفقًا لتقرير لصحيفة واشنطن بوست أشار إلى تحرّكات عسكرية أمريكية-إسرائيلية مشتركة، بما في ذلك نشر قاذفات “بي 2” الشبحية في قاعدة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، القادرة على اختراق المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض .

أكدت مصادر استخباراتية أمريكية أن الضربة المحتملة ستستهدف مواقع نووية وعسكرية إيرانية، في إطار جهود واشنطن لوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، ودعم طهران للحوثيين في اليمن، الذين يُعتبرون مسؤولين عن هجمات على السفن في البحر الأحمر .

كما أعلن ترامب صراحةً: “إذا لم توقّع إيران اتفاقًا نوويًّا جديدًا، فسيكون هناك قصف لم تشهده من قبل”، ملوحًا بسياسة “الضغوط القصوى” عبر عقوبات تهدف إلى شلّ اقتصاد طهران .

ردّت إيران بخطاب تصعيدي، حيث حذّر علي خامنئي، المرشد الأعلى، من أن أي اعتداء سيواجه “ضربة شديدة وقوية”، بينما هدد علي لاريجاني، مستشار خامنئي، باللجوء إلى تصنيع أسلحة نووية إذا تعرضت إيران لهجوم، قائلًا: “الضغوط الأمريكية ستجبرنا على اتخاذ قرار مختلف” .

من جهته، استخدم أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري، استعارةً لافتة: “الأمريكيون يجلسون في بيت من زجاج ولديهم 10 قواعد عسكرية و50 ألف جندي حول إيران… من يرمي الحجارة من بيت زجاجي سيدفع الثمن” .

على الرغم من التهديدات، لا تزال قنوات الاتصال غير المباشرة مفتوحة عبر وساطة سلطنة عُمان، التي نقلت رسالة ترامب إلى طهران، والتي تضمّنت دعوةً لمفاوضات نووية.

لكن إيران رفضت التفاوض المباشر “تحت التهديد”، وأكدت استعدادها للمحادثات غير المباشرة فقط .

تداعيات إقليمية ودولية: مخاوف من حرب شاملة

  • الخليج العربي: تعرب دول خليجية عن قلقها من أي ضربة أمريكية قد تؤجج عدم الاستقرار الإقليمي، خاصة مع وجود قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة قد تكون عرضةً لهجمات إيرانية .

  • أوروبا: تبدي دول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إحباطًا من تعنت طهران في الملف النووي، لكنها تُحذّر من عواقب الحرب على الاقتصاد العالمي، خاصةً مع احتمالية تعطيل إمدادات النفط .

  • إسرائيل: تُشجّع تل أبيب على الضربة العسكرية، مستغلةً الفرصة لتصفية البرنامج النووي الإيراني بعد سنوات من المواجهات المباشرة مع وكلاء طهران في المنطقة .

سيناريوهات متوقعة: بين الضربة الاستباقية والتصعيد النووي

  1. ضربات محدودة: قد تستهدف منشآت نووية أو قيادات عسكرية إيرانية، مع تجنّب مواجهة شاملة .
  2. حرب إلكترونية: كبديل لتقليل الخسائر البشرية، لكنها قد تُفاقم التوتر .
  3. تصعيد نووي: إذا شعرت إيران بتهديد وجودي، قد تُسرّع تخصيب اليورانيوم لصنع سلاح نووي، لتصبح القوة العاشرة عالميًّا في هذا المجال .
  4. تدخل إقليمي: قد ترد طهران عبر حلفائها (كالحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان)، مستهدفةً قواعد أمريكية أو سفنًا في الخليج .

تعود جذور الأزمة إلى انسحاب ترامب من اتفاق فيينا النووي عام 2018، ما دفع إيران إلى تكثيف أنشطتها النووية. ورغم عودة ترامب للبيت الأبيض في 2025 وإعلانه الانفتاح على مفاوضات جديدة، فإن سياسة “التهديد والوعيد” تطغى على المشهد، مع تصريحات متبادلة تُذكّر باغتيال قاسم سليماني عام 2020 ورد إيران بقصف قاعدة عين الأسد .

بينما تُلوح واشنطن بخيار الضربة العسكرية كأداة ضغط لفرض اتفاق نووي، تُحذّر طهران من مغبة التصعيد، في مشهد يعيد إحياء أسوأ سيناريوهات الحرب الباردة في الشرق الأوسط، مع تداعيات قد تُشعل المنطقة وتُهدد الأمن العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: