على مدى 17 يوماً متتالية، حلّق سرب غامض من طائرات مسيّرة في المجال الجوي المحظور لأحد أكبر تجمعات مرافق الأمن القومي بالولايات المتحدة، قاعدة لانغلي الجوية بولاية فيرجينيا، في خرق أثار حيرة المسؤولين العسكريين والحكوميين في واشنطن، وفق ما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال».
وتعود الحادثة إلى ديسمبر 2023، إذ حلّقت المسيّرات بسرعات تتجاوز 100 ميل في الساعة فوق قاعدة لانغلي ومواقع حساسة قريبة متعلقة بالأمن القومي، بما في ذلك محطة نورفولك البحرية، التي تضم فريق العمليات الخاصة «سيل تيم 6» التابع للبحرية الأميركية.
وبينما يشتبه البعض في أن روسيا أو الصين نشرت هذه المسيّرات لاختبار الدفاعات الأميركية، لا يزال مصدر هذا السرب الغامض من المسيّرات مجهولاً، بينما استضاف البيت الأبيض اجتماعات رفيعة شارك فيها خبراء خارجيون، لكنها عجزت عن تعقب هذه المسيّرات أو إسقاطها، خصوصاً أنها نجحت في تلافي أنظمة الرادار، وأظهرت تنسيقاً متقدماً خلال التحليق، ما يؤكد أنها ليست من تشغيل هواة.
وعلى الرغم من أنها تحوّلت إلى أداة حرب فعّالة، يواجه الأميركيون معضلة في التعامل مع المسيّرات المشبوهة في أجواء بلادهم، إذ تمت مناقشة عدة طرق لاعتراضها، بدءاً من التشويش على إشاراتها واستخدام أسلحة طاقة موجهة، لكن هذه الأساليب كانت تحمل مخاطر، بما في ذلك تعطيل الاتصالات المحلية أو حركة الطيران.
وتأتي هذه الحادثة بعد وقوع حوادث أخرى مقلقة، بما في ذلك ظهور طائرات مسيّرة فوق منشآت نووية في نيفادا قبل شهرين.
وفي يناير 2024، اعتقلت واشنطن مواطناً صينياً لتشغيله مسيّرة بالقرب من حوض سفن تابع للبحرية، إلا أنه لم يتم العثور على رابط مباشر بينه وبين الطائرات المسيّرة في «لانغلي».
وأكد مسؤولون أميركيون أنه تم رصد مسيّرات مجهولة الهوية في الأشهر الأخيرة بالقرب من قاعدة إدواردز الجوية، شمال لوس أنجلس.