رندة نبيل رفعت
في مشهد يجسد ثبات الموقف الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة، استقبل ميناء العريش البحري بمحافظة شمال سيناء، اليوم (الخميس)، السفينة الإماراتية العاشرة ضمن الجسر البحري الإغاثي المتواصل إلى قطاع غزة، وذلك في إطار عملية «الفارس الشهم 3» التي تنفذها دولة الإمارات بتوجيهات قيادتها الرشيدة لتقديم الدعم الإنساني والإغاثي للشعب الفلسطيني الشقيق.
السفينة، التي انطلقت من ميناء خليفة في أبوظبي، تُعد من أكبر السفن الإغاثية حجمًا وتأثيرًا منذ بدء الجسر الإماراتي إلى غزة، إذ تحمل على متنها أكثر من 7200 طن من المساعدات الإنسانية، تتنوع بين 4,680 طنًا من المواد الغذائية، و2,160 طنًا من مواد الإيواء، و360 طنًا من المستلزمات الطبية، وأربعة صهاريج مياه مخصصة لدعم مشروعات المياه في القطاع.
ويُقدّر عدد المستفيدين من هذه الحمولة الإنسانية بما يقارب مليونًا ونصف المليون فلسطيني في مناطق شمال ووسط وجنوب غزة، في تأكيد جديد على أن العمل الإنساني الإماراتي لا يعرف الحدود، ولا يتوقف أمام التحديات.
ويأتي هذا التحرك استكمالًا لمسيرة الجهود الإنسانية المتواصلة التي تقودها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لترسيخ نهج العطاء والإغاثة في أوقات الأزمات، وللتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها القطاع.

وقد تم التنسيق الكامل مع الجهات المعنية في جمهورية مصر العربية لتفريغ حمولة السفينة داخل المخازن اللوجستية بمدينة العريش، تمهيدًا لنقلها إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، ضمن آلية إنسانية متكاملة تضمن انسيابية وصول المساعدات واستمرار تدفقها إلى مستحقيها بانتظام.
وأعربت مصادر بميناء العريش عن تقديرها للتعاون الوثيق بين السلطات المصرية والإماراتية، مؤكدين أن هذا الجسر الإنساني المستمر يمثل نموذجًا فريدًا في التضامن العربي والإنساني، ويعكس دور الإمارات الريادي في مدّ يد العون لكل من يحتاج، دون تمييز أو توقف.
إنّ وصول السفينة العاشرة ليس مجرد شحنة مساعدات، بل هو رسالة متجددة من الإمارات إلى العالم مفادها أن الإنسان أولًا، وأن قيم الخير التي تأسست عليها الدولة لا تزال تبحر كل يوم نحو شاطئ جديد من العطاء والأمل.

 
                     
             
                                         
                                        