رندة نبيل رفعت
في مشهدٍ استثنائي يعيد رسم ملامح الشرق الأوسط، أعلن فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن التوقيع على الإعلان الرباعي للسلام مع كلٍّ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يشكل “علامة فارقة جديدة على طريق إحلال السلام الدائم في المنطقة”، مؤكداً أن هذه الخطوة تُعدّ تحولًا استراتيجيًا يفتح باب الأمل أمام شعوبٍ أنهكتها الحروب.
وقال الرئيس أردوغان في كلمته التاريخية إن وقف إطلاق النار في غزة يمثل لحظة إنسانية عظيمة بعد عامين من الألم والمجازر والدمار، مشيراً إلى أن “البسمة اليوم ترتسم على وجوه أطفال غزة، وعمال الإغاثة يسجدون شكراً لله، والأمهات يرسلن أبناءهن إلى الشوارع لأول مرة منذ عامين دون خوف من القصف”.
وأشار فخامته إلى أن المأساة التي خلفتها الإبادة في غزة كانت كارثية، إذ تجاوز عدد الشهداء 68 ألفًا، وأصيب أكثر من 170 ألفًا، فضلًا عن دمار شامل للمدن والبنى التحتية. ومع ذلك، عبّر عن ثقته في قدرة الإرادة الإنسانية والعربية والإسلامية المشتركة على إعادة إعمار غزة مهما طال الزمن.
وأكد الرئيس التركي أن التكاتف بين الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها مصر وتركيا، أصبح اليوم ركيزة أساسية لإحياء الأمل الفلسطيني، قائلاً:
“علينا أن نداوي جراح فلسطين، وننهض بغزة من جديد، ونكون شريان حياة لإخوتنا هناك، وسنواصل عملنا من أجل هذا الهدف بروح المسؤولية ذاتها”.
وأشاد أردوغان بدور مصر المركزي في دعم مسار التهدئة واحتضانها للحوارات الدولية والإقليمية، مؤكداً أن التعاون المصري–التركي يشكل حجر الزاوية في أي تسوية عادلة ومستدامة تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
وشدد فخامته على أن السلام العادل لا يمكن أن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، معرباً عن أمله في أن تُتوَّج هذه الخطوة بسلامٍ دائمٍ يُعيد للمنطقة استقرارها وكرامتها.
وختم الرئيس التركي كلمته قائلاً:
“أؤمن من أعماق قلبي أننا سنشهد بإذن الله تلك الأيام الجميلة قريباً… أيامًا يُرفع فيها علم فلسطين حراً فوق القدس، بجهود المخلصين من أمتنا”.