كتبت: مروة حسن
بنجاحٍ كبيرٍ تتواصل ليالي المهرجان بعروضٍ مميزةٍ، تؤكد أن مصر ما زالت وستظلّ رائدة الإبداع في الوطن العربي، إذ شهد مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية تألق مجموعة من نجوم المستقبل الذين أثبتوا جدارتهم واستحقاقهم لفرصٍ حقيقية وسط زخم الإنتاج الدرامي في “هوليوود الشرق”.


وقدّم المسرح عرضًا مميزًا بعنوان «قولت لك خلي بالك» المأخوذ عن نص «الهمجي» للمبدع الكبير الراحل لينين الرملي، تناول الصراع الدائم بين الخير والشر، “آدم وإبليس”، وجاء العرض من إخراج الموهوب محمود عبد الرازق على مسرح نهاد صليحة.
وأتاح العرض فرصة لظهور مجموعة من المواهب الشابة التي لفتت الأنظار بحضورها القوي وتفاعل الجمهور الكبير معها.
وخلال فعاليات المهرجان، تم اختيار محمد عادل يوسف (حنتيرة) كأفضل ممثل عن دور “إبليس”، وجاسمين خالد كأفضل ممثلة، فيما خطف الكوميديان سمير عوض الأضواء بتقديمه عدّة شخصيات متنوعة بمحاور مختلفة داخل العرض، حيث تميّز أداؤه بخفة ظلٍ وحضورٍ مبهجٍ، جعله مصدرًا للحماس والتألق بين زملائه.
وشهدت لجنة التحكيم، التي ضمّت أسماء بارزة في الساحة الفنية، تفاعلًا كبيرًا مع الأداءات المتميزة، فيما تجاوب الجمهور بحرارةٍ مع العروض في ليلةٍ فنيةٍ استثنائية.
ثم جاء عرض «ولاد العم» ليؤكد مجددًا على موهبة سمير عوض التي أشاد بها الجميع، وهو من إخراج أحمد بيلا الذي نال إعجاب الحضور بجهده وإبداعه كمخرجٍ وكوميديانٍ متميّز.
ورغم أن العمل اتسم بالبطولة الجماعية، فإنّ تألق سمير عوض كان لافتًا، ليحصد في النهاية جائزة أفضل ممثل “The Best” بتصويت الجمهور عن جدارةٍ واستحقاق.
وبمشاعرٍ غامرةٍ بالفخر، تفاعل سمير عوض وبكى فرحًا أثناء تسلّمه الجائزة من الفنانين الكبيرين إيهاب فهمي ومنير مكرم، وبحضور نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي الذي حرص على دعم تلاميذه ومتابعتهم بفخرٍ واهتمامٍ كبيرين.
وأشاد الحضور بموهبة سمير الفطرية في تقديم كوميديا راقيةٍ وعصريةٍ تمتاز بخفة الدم وسرعة البديهة وحضورٍ طاغٍ، جعل كاريزمته تتفوق وتخطف الأضواء بجدارة.
وفي تصريحاتٍ صحفيةٍ عقب فوزه، أعرب سمير عوض عن سعادته الكبيرة، مؤكدًا أنّ الجائزة تُعدّ مسؤوليةً جديدةً تدفعه لبذل مزيدٍ من الجهد، مشيرًا إلى أنّه ما زال في بداياته ويطمح لتحقيق نجاحات أكبر هو وزملاؤه الذين وصفهم بـ«الخلطة السحرية» القادرة على صناعة جيلٍ جديدٍ من المبدعين والمضحكين، على غرار الطفرة التي أحدثها النجم محمد هنيدي وجيله في بدايات الألفية.
وأكد سمير على ضرورة تقدير من يقدمون الكوميديا ومنحهم فرصًا حقيقيةً ومؤثرة، مشيدًا بما يزخر به المعهد العالي للفنون المسرحية من طاقاتٍ استثنائيةٍ تحتاج إلى الدعم والتشجيع من النجوم الكبار.
ودعا جهات الإنتاج إلى استثمار هذه الطاقات في أعمالٍ جماعيةٍ خفيفةٍ تحت إشراف رموز الفن، مؤكدًا أنّ الدراما المصرية لا تزال قادرة على تجديد نفسها عبر أجيالٍ متعاقبةٍ تتعلّم وتسلّم الراية لبعضها البعض.
واختتم حديثه بالتأكيد على أنّ المسرح يظلّ عشقه الأول لما يمنحه من تفاعلٍ حيٍّ مع الجمهور، لكنه لا ينكر أنّ السينما والدراما تظلّ الحلم الأكبر لكل فنان، متمنيًا أن تشهد الفترة القادمة عدالةً فنيةً تمنح الجميع فرصًا متكافئةً لإثبات قدراتهم.