كتبت – رندة نبيل رفعت
في تحرك دبلوماسي مكثف يعكس تسارع الجهود الأميركية لإنهاء الحرب في غزة، كشفت مصادر إسرائيلية وأميركية متطابقة أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيقود وفدًا رفيع المستوى من واشنطن إلى القاهرة خلال الساعات المقبلة، للمشاركة في مباحثات حاسمة تستضيفها مصر حول صفقة تبادل الأسرى والرهائن وتطبيق المرحلة الأولى من الخطة الأميركية المعروفة إعلاميًا بـ“خطة ترامب للسلام وإنهاء الحرب في غزة”.
وقالت القناة 12 العبرية إن الوفد الأميركي سيعقد اجتماعات مع مسؤولين مصريين وإسرائيليين، إلى جانب ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، في إطار مشاورات سياسية وأمنية تهدف إلى تسريع تنفيذ الاتفاق الذي تعوّل عليه واشنطن ليكون نقطة انطلاق نحو تهدئة شاملة وإعادة إعمار القطاع.
ومن المقرر أن يشارك في المحادثات عن الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، فيما لم تستبعد المصادر انضمام جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلى الجولة التفاوضية باعتباره أحد أبرز مهندسي الخطة التي تُطرح اليوم كأساس لإطلاق عملية السلام الجديدة في المنطقة.
وتجري التحضيرات للاجتماعات، وفق التسريبات، في مدينة العريش المصرية وسط إجراءات أمنية مشددة، على أن تتم الاتصالات بين الوفود بشكل غير مباشر عبر الوسيط المصري. وتشير المعطيات الأولية إلى أن المرحلة الأولى من الصفقة تتضمن إطلاق سراح نحو 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد إضافة إلى أكثر من 1700 معتقل، مقابل الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس ووقف مؤقت لإطلاق النار تمهيدًا لانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من شمال غزة.
وفي الوقت ذاته، أعلن مسؤول في حركة حماس لوكالة فرانس برس أن القاهرة ستستضيف “حوارًا فلسطينيًا داخليًا” بمشاركة قيادات من مختلف الفصائل، لبحث مستقبل غزة وترتيبات ما بعد الحرب، مشيرًا إلى استعداد الحركة “لبدء المفاوضات فورًا لإنهاء الملفات العالقة وتحقيق وحدة وطنية حقيقية”.
وعلى الجانب الأميركي، أكد الموفد ويتكوف خلال لقائه عائلات الرهائن في تل أبيب أن الإدارة الأميركية “تتحرك بجدية لإنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن ضمن اتفاق شامل يعيد الاستقرار إلى غزة والمنطقة”، مشددًا على أن “الولايات المتحدة ملتزمة بالتوصل إلى حل عادل ومتوازن للجميع”.
وفي واشنطن، نقلت شبكة Axios عن مصادر في البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب تابع مجريات الاتصالات الأخيرة مع نتنياهو بشكل مباشر، وضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف القصف على غزة “حتى يتم تنفيذ عمليات الإجلاء وإطلاق سراح الرهائن بأمان وسرعة”، مؤكداً أن “السلام في الشرق الأوسط بات قريبًا أكثر من أي وقت مضى”.
وتشير تقارير رويترز وواشنطن بوست إلى أن البيت الأبيض يمارس ضغوطًا متزايدة على تل أبيب لوقف العمليات العسكرية كشرط أساسي لبدء تنفيذ الخطة الأميركية، في حين يربط الجانب الإسرائيلي أي تقدم ميداني بمدى التزام حماس بشروط الصفقة وضمانات الأمن الميداني.
وبينما تكثّف مصر اتصالاتها مع الأطراف كافة، تعتبر الجولة المرتقبة في القاهرة الاختبار الحقيقي الأول لخطة ترامب المعدّلة، والتي يرى مراقبون أنها قد تضع حدًا لأطول حرب شهدها قطاع غزة منذ سنوات، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التهدئة وإعادة الإعمار، إذا ما توافرت الإرادة السياسية لدى جميع الأطراف.