“فنزويلا تكشف زيف الرواية الأمريكية: الحقيقة توثّقها الأمم المتحدة لا واشنطن”

“فنزويلا تكشف زيف الرواية الأمريكية: الحقيقة توثّقها الأمم المتحدة لا واشنطن”

كتبت – رندة نبيل رفعت

في مواجهة حملة اتهامات جديدة من وزارة الخارجية الأمريكية، أصدرت وزارة السلطة الشعبية للعلاقات الخارجية في جمهورية فنزويلا البوليفارية بيانًا قويًا أكدت فيه أن التقارير الدولية المتخصصة تكشف بوضوح زيف المزاعم التي تحاول واشنطن ترويجها لتبرير تهديداتها العسكرية ضد كاراكاس.

وأوضح البيان أن الأمم المتحدة، عبر مكتبها المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، وثّقت بانتظام منذ عام 1999 وحتى 2025 أن فنزويلا إقليم خالٍ من الزراعات غير المشروعة، وأن البلاد لا تحتضن كارتلات ولا معامل لإنتاج المخدرات. وأضاف أن حتى تقارير إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA) لم تصنّف فنزويلا كدولة منتجة أو مصدّرة أو ممر رئيسي للمخدرات.

وأشار البيان إلى أن كولومبيا والبيرو تظلان المصدرين الأساسيين لإنتاج الكوكايين في المنطقة، في ظل حماية سياسية وعسكرية أمريكية مباشرة منذ إطلاق “خطة كولومبيا” عام 2009، والتي رافقها إنشاء قواعد عسكرية أمريكية ساهمت – بحسب تقارير الأمم المتحدة – في تضاعف الإنتاج الكولومبي.

كما كشف البيان أن 87% من صادرات الكوكايين الكولومبية تمر عبر المحيط الهادئ، و8% عبر جواخيرا الكولومبية، بينما لا تتجاوز الكمية التي تحاول العبور عبر الأراضي الفنزويلية 5%، نجحت السلطات البوليفارية في إحباط 70% منها.

ولفتت فنزويلا الانتباه إلى مفارقة لافتة، إذ أن الولايات المتحدة نفسها تُعتبر أكبر مركز عالمي لغسل الأموال المرتبطة بتجارة المخدرات، حيث تُغسل سنويًا ما بين 20 و30% من عائداتها داخل النظام المالي الأمريكي، وهو ما اعترفت به مؤسسات مصرفية كبرى مثل HSBC وWells Fargo بعد تغريمها بتهم التورط في غسل هذه الأموال.

وأكدت كاراكاس أن الحملة الأمريكية الجديدة ليست سوى “كذبة مخزية” تأتي ضمن سياسة ممنهجة لـ”تغيير النظام” تستهدف دولة حرة وذات سيادة. وحذّرت من خطورة استخدام “فبركات إعلامية على الطريقة الهوليوودية” كذريعة للتدخل العسكري، مشددة على أن معالجة قضايا المخدرات يجب أن تتم فقط عبر آليات التعاون الدولي المتعدد الأطراف.

واختتمت الخارجية الفنزويلية بيانها بالتأكيد على أن البلاد ستدافع عن سيادتها ووحدة أراضيها بكافة الوسائل التي يتيحها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مطالبة المجتمع الدولي بوقف هذه الاعتداءات والحملات الدعائية، ومؤكدة برسالة واضحة:
“لم يستطيعوا، ولن يستطيعوا أبدًا.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: