“رصاصة في قلب الخطاب.. اغتيال تشارلي كيرك يهز أمريكا ويشعل جدل العنف السياسي”

“رصاصة في قلب الخطاب.. اغتيال تشارلي كيرك يهز أمريكا ويشعل جدل العنف السياسي”

في مشهد هزّ الرأي العام الأمريكي وأعاد إلى الواجهة أسئلة ملتهبة عن الانقسام السياسي وخطر التطرف، لقي الناشط السياسي الأمريكي المحافظ تشارلي كيرك مصرعه، إثر عملية اغتيال مباشر أثناء حديثه أمام طلاب جامعة يوتا مساء الثلاثاء، في واقعة وُصفت بأنها “أول اغتيال سياسي علني في الحرم الجامعي منذ عقود”.

كيرك، المعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل وبخطابه المحافظ المثير للجدل، كان يلقي كلمة ضمن جولته الوطنية المعنونة بـ”العودة الأمريكية”، وهي سلسلة من الفعاليات التي نظمتها مؤسسته “Turning Point USA” والتي تهدف إلى تنشيط الفكر المحافظ في أوساط الشباب.

وبينما كان يتحدث عن العنف المسلح وأهمية الدفاع عن القيم الأمريكية، انطلقت طلقة نارية واحدة من مسافة بعيدة، استقرت في صدره، أمام مرأى من مئات الطلاب والمصورين.

في اللحظات التي تلت الانفجار الصوتي المفاجئ، سادت الفوضى داخل القاعة، حيث سقط كيرك أرضًا، بينما هرع المنظمون والمتطوعون للاحتماء بالحواجز.

وقد أظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل لحظة الانهيار المفاجئ لكيرك وصرخات الجمهور وسط حالة من الذعر والارتباك.

تم نقل كيرك بسرعة إلى مستشفى قريب، حيث أُعلن عن وفاته لاحقًا متأثرًا بجراحه.

وأكدت السلطات أن الرصاصة أُطلقت من سطح مبنى يبعد حوالي 200 ياردة عن موقع الحدث، في عملية بدا واضحًا أنها كانت مخططة مسبقًا، ما دفع وسائل الإعلام لوصفها بـ”اغتيال سياسي من الطراز الثقيل”.

صدمة وطنية وردود فعل واسعة

جاءت ردود الفعل سريعة ومتباينة. الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب كتب على منصة “تروث سوشيال”: “لقد فقدنا رجلًا شجاعًا آمن بأمريكا وبالقيم التي قامت عليها. تشارلي كان صوتًا لجيل لن يُسكت.”

في المقابل، وصف حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، العملية بأنها “عمل حقير وجبان”، داعيًا إلى مراجعة شاملة لقوانين حمل السلاح.

وقد التزم البيت الأبيض الصمت حتى ساعة متأخرة من الليل، قبل أن يصدر بيانًا مقتضبًا يدين العنف ويعبّر عن “قلق عميق من تصاعد الخطاب المتطرف في البلاد”.

كما شهدت قبة الكونغرس لحظة صمت نادرة، وقف خلالها أعضاء من الحزبين احترامًا للراحل، في مشهد غير مألوف يعكس عمق التأثير السياسي للحدث.

من هو تشارلي كيرك؟

تشارلي كيرك، البالغ من العمر 31 عامًا، يُعد أحد أبرز رموز التيار المحافظ في أمريكا خلال العقد الأخير. أسس منظمة Turning Point USA عام 2012، وتمكن من بناء قاعدة شبابية واسعة داخل الجامعات والمعاهد العليا. عُرف بمواقفه الداعمة لإسرائيل، وبتحالفه السياسي الواضح مع إدارة ترامب، كما كان ضيفًا دائمًا على القنوات اليمينية مثل Fox News وNewsmax.

ولم يكن كيرك بعيدًا عن الجدل، إذ اتهمه خصومه بتأجيج خطاب الكراهية والتحريض على الانقسام، بينما اعتبره مؤيدوه مدافعًا شرسًا عن “أمريكا الأصيلة” وحرية التعبير.

الجاني لا يزال طليقًا

حتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم تعلن السلطات عن هوية المنفذ. وتم استجواب أحد الحراس الأمنيين بعد الاشتباه في تحركاته، لكنه أُفرج عنه لاحقًا بعد أن ثبت عدم ضلوعه.

وقد فتحت الشرطة الفيدرالية (FBI) تحقيقًا موسّعًا بالتعاون مع أجهزة الأمن المحلية، وسط مخاوف من أن تكون هذه الحادثة بداية لموجة جديدة من العنف السياسي الممنهج.

هل دخلت أمريكا مرحلة “الاغتيال السياسي”؟

تثير هذه الجريمة أسئلة مقلقة حول مستقبل الخطاب السياسي في الولايات المتحدة، التي تعاني أصلًا من انقسام حاد واستقطاب اجتماعي متصاعد. ومع دخول البلاد عامًا انتخابيًا جديدًا، حذر مراقبون من تحوّل المنصات السياسية إلى ساحات مستباحة للدماء والخطاب المتطرف.

في تصريح لصحيفة The Washington Post، قال الباحث السياسي جوناثان ماثيو: “نحن لا نتحدث فقط عن اغتيال شخص، بل عن اغتيال للخطاب السياسي المتزن. ما حدث مع كيرك هو ناقوس خطر سيظل يدق طويلًا.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: