كتبت – رندة نبيل رفعت
في خطوة رائدة نحو رسم معالم جديدة لمستقبل الإعلام، أطلقت المملكة المغربية النسخة الأولى من “مبادرة وسائل الإعلام المستقبلية”، مؤتمر دولي احتضنته العاصمة الرباط، ليشكل منصة حوار استراتيجي بين الإعلام التقليدي ووسائل الإعلام الحديثة والرقمية، وسط حضور واسع من الصحفيين، الإعلاميين، وصناع المحتوى من مختلف أنحاء العالم.
تحت رعاية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، شهدت الجلسات النقاشية للمؤتمر تفاعلاً لافتاً بين رواد الصحافة التقليدية وخبراء الإعلام الرقمي، في ظل تسارع التحولات التي تفرضها الثورة التكنولوجية وتطورات الذكاء الاصطناعي.
إسماعيل الحساني: الإعلام يتغير.. وعلينا أن نواكبه دون أن نفقد ثوابت المهنة
أكد إسماعيل الحساني، مؤسس المبادرة وخبير الإعلام في شبكة “ميديا وان” المغربية، أن هذه النسخة التأسيسية تهدف إلى فتح قنوات حوار حقيقية بين الصحفيين وصناع المحتوى، وتوفير مساحة مشتركة لفهم التحولات الإعلامية بعمق واحترافية.
وقال الحساني:
“وسائل التواصل الاجتماعي باتت اليوم مصدرًا سريعًا وملهمًا للمعلومة، لكنها تحتاج إلى تكامل مع الصحافة المهنية القائمة على التحقق والمسؤولية. الهدف هو بناء منظومة إعلامية مستقبلية متوازنة تدمج بين الأصالة والحداثة، بين الدقة والسرعة، وبين المحتوى والإبداع”.
زول نجوفونجا: الذكاء الاصطناعي فرصة لإفريقيا لتصدير صوتها للعالم
من جهته، شدد زول نجوفونجا، الإعلامي الكاميروني وعضو مؤسس في المبادرة، على أهمية الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل المشهد الإعلامي العالمي، قائلاً:
“إفريقيا اليوم تصنع محتوىً فريداً ينطلق من ثقافتها وإرثها الغني. لدينا صناع محتوى عالميون، وعلينا الاستفادة من هذه الطاقات في ظل الأدوات الجديدة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي”.
وأضاف:
“ما نحتاجه اليوم هو دمج منظم وواعٍ للتكنولوجيا مع الإعلام، دون الإخلال بالضوابط المهنية والمعايير الأخلاقية التي تضمن مصداقية الرسالة الإعلامية”.
المغرب تقود التحول.. من الرباط ينطلق إعلام الغد
بهذا الحراك، تضع المغرب نفسها في مقدمة الدول العربية والإفريقية الساعية لتأسيس مستقبل إعلامي يجمع بين الابتكار والهوية، وبين المهنية والتجديد، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى خطاب إعلامي أكثر تفاعلاً وتأثيرًا في عصر السرعة والذكاء الاصطناعي.