كتبت – رندة نبيل رفعت
وصل وفد بارز من مجلس الشيوخ الأمريكي إلى معبر رفح البري، السبت، لمعاينة واحدة من أكثر المفارقات الإنسانية قسوة في الحرب على غزة: آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات عالقة في الصحراء المصرية، بينما يواجه المدنيون في القطاع الجوع وانهياراً صحياً.

محافظ شمال سيناء، اللواء محمد شوشة، أوضح أن أكثر من خمسة آلاف شاحنة محمّلة بالغذاء والدواء والإغاثة متكدسة منذ شهور في المراكز اللوجستية قرب رفح، بسبب رفض أو تأجيل التصاريح الإسرائيلية.
وأضاف: “مصر لم تغلق معبر رفح أمام الأفراد يوماً، لكن دخول القوافل الإنسانية مرهون بموافقة الاحتلال، التي تأتي إما متأخرة أو مشروطة.”
وأشار شوشة إلى أن طول فترة الانتظار تسبب في تلف كميات كبيرة من الأغذية تحت حرارة الصيف، محولاً المساعدات من أداة إنقاذ إلى صورة صادمة للهدر والفشل الدولي.
انتقادات منظمات الإغاثة
منظمة “أطباء بلا حدود” أكدت أن “المساعدات تبعد كيلومترات قليلة فقط عن العائلات الجائعة، لكن العوائق السياسية تجعلها بعيدة المنال.”
أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر فوصفت استمرار احتجاز القوافل بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”، داعية إلى وضع آلية أممية تضمن تدفق المساعدات فوراً ودون قيود.
واشنطن في دائرة المساءلة
دبلوماسيون أوروبيون وصفوا الزيارة بأنها “اعتراف غير معلن بأن نفوذ واشنطن على إسرائيل بات تحت مجهر العالم”. فيما اعتبر الخبير الأمريكي في العلاقات الدولية، الدكتور جيمس هاربر، أن المشهد يمثل اختباراً مباشراً لمصداقية واشنطن:
“صور الشاحنات المتعفنة على حدود غزة أصبحت رمزاً فجّاً لفجوة المصداقية الأمريكية. إذا لم يستخدم البيت الأبيض نفوذه لضمان دخول المساعدات، فإن واشنطن تُسجّل نفسها شريكاً في الحصار.”
غزة على حافة الانهيار
داخل القطاع، تواصل التقارير الأممية التحذير من تفشي سوء التغذية بين الأطفال ونقص الأدوية المنقذة للحياة. ويجمع خبراء إنسانيون على أن الكارثة لم تعد مرتبطة بنقص الموارد، بل بغياب الإرادة السياسية. كما علّق أحد مسؤولي الإغاثة قائلاً:
“نرى الطعام يموت قبل أن يصل إلى الجائعين.”
📌 لم يعد معبر رفح مجرد بوابة حدودية، بل تحوّل إلى خط اختبار أخلاقي للعالم:
هل تملك واشنطن وحلفاؤها الإرادة لاختراق قيود إسرائيل، أم تبقى آلاف الشاحنات العالقة شاهداً على صمت دولي يُطيل عمر المأساة؟