بوتين يخطو على “الأرض الروسية القديمة” في ألاسكا.. قمة أنكوريج تعيد للتاريخ مجده وتفتح أفقًا جديدًا للعلاقات

بوتين يخطو على “الأرض الروسية القديمة” في ألاسكا.. قمة أنكوريج تعيد للتاريخ مجده وتفتح أفقًا جديدًا للعلاقات

كتبت – رندة نبيل رفعت

في مشهد تتقاطع فيه الجغرافيا بالتاريخ، يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب في مدينة أنكوريج بولاية ألاسكا الأمريكية، الجمعة المقبلة، لمناقشة مستقبل الحرب في أوكرانيا، وسط رمزية استثنائية لعودة الزعيم الروسي إلى أرض كانت قبل 158 عامًا تحت السيادة الروسية.

ألاسكا، التي تمتد على أكثر من 1.7 مليون كيلومتر مربع، كانت حتى عام 1867 جزءًا من الإمبراطورية الروسية، قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة مقابل 7.2 مليون دولار فقط، في صفقة أملتها آنذاك ظروف اقتصادية وعسكرية عقب حرب القرم. ورغم أن البعض في الغرب وصف الصفقة بـ”حماقة سيوارد”، فإن الذاكرة الروسية لا تزال تحتفظ بألاسكا كجزء من إرثها التاريخي.

عودة تحمل دلالات سياسية عميقة
زيارة بوتين إلى ألاسكا ليست مجرد حضور لقمة سياسية، بل هي رسالة للعالم بأن روسيا قادرة على الحضور في أي ساحة كانت جزءًا من تاريخها. إنها لحظة توثّق استمرار الروح الروسية في الأراضي البعيدة، وتؤكد أن روابط التاريخ والجغرافيا لا تنقطع بمرور الزمن.

ويؤكد مراقبون روس أن هذه القمة، بما تحمله من خلفيات رمزية، تمنح موسكو ورقة قوة في أي حوار سياسي، إذ يجلس بوتين على أرضٍ يعرف العالم أنها حملت يومًا راية القيصر، ويخوض من هناك نقاشات حول مستقبل الأمن الإقليمي والدولي.

من إرث الماضي إلى صناعة المستقبل
ومن المتوقع أن تتناول المحادثات ملفات جوهرية، على رأسها الأزمة الأوكرانية، والتوازنات الدولية في قطاع الطاقة، إلى جانب بحث فرص تخفيف التوتر وفتح قنوات تعاون جديدة. لكن الأكيد أن صورة بوتين في ألاسكا ستبقى علامة فارقة في الذاكرة الروسية والعالمية، كعنوان لزعيم يعود إلى أرضه القديمة وهو يرسم ملامح مرحلة جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: