واشنطن – 11 أغسطس 2025
في خطوة غير مسبوقة منذ عقود، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، عن فرض سيطرة فدرالية مؤقتة على شرطة العاصمة واشنطن (Metropolitan Police Department)، بالتزامن مع نشر 800 جندي من الحرس الوطني في شوارع المدينة، بدعوى مواجهة “حالة طوارئ أمنية” وصفها بـ”الخطيرة”.
ترامب، وفي مؤتمر صحفي حاشد، قال إن الإجراء يهدف إلى “استعادة العاصمة” من “العصابات والمجرمين العنيفين” والتصدي لانتشار مخيمات المشردين. واستند الرئيس في قراره إلى المادة 740 من قانون الحكم الذاتي لواشنطن (Home Rule Act)، التي تخول للرئيس السيطرة على قوات إنفاذ القانون المحلي لفترة تصل إلى 30 يوماً، ما لم يقر الكونغرس تمديدها.
الخطوة جاءت رغم أن إحصاءات شرطة العاصمة تظهر تراجع الجرائم العنيفة بنسبة 26% والجرائم الإجمالية بنسبة 7% منذ العام الماضي، وهو ما دفع سلطات المدينة للتشكيك في مبررات الطوارئ.
عمدة واشنطن، موريل باوزر، وصفت القرار بأنه “تدخل غير مبرر وغير مسبوق”، مؤكدة أن العاصمة “ليست في حالة انهيار أمني”، بينما اعتبر المدعي العام بريان شوالب الإجراء “غير قانوني”، وأكد أن المدينة ستراجع الخيارات القانونية المتاحة.
على الجانب الآخر، رحب مؤيدو ترامب بالإجراء باعتباره رسالة “حزم” في مواجهة الجريمة، وتوقع بعض المراقبين أن يشكل سابقة قد تمتد إلى مدن أخرى في حال استمرت إدارته في نهج التدخل الفدرالي المباشر.
وبينما تنتشر قوات الحرس الوطني وعناصر الـFBI في مواقع استراتيجية بالعاصمة، يترقب الشارع الأميركي ما إذا كانت هذه الخطوة ستنجح في تعزيز الأمن أم ستفتح مواجهة سياسية وقانونية جديدة بين البيت الأبيض وحكومة العاصمة.
