كتبت – رندة نبيل رفعت
في رسالة سياسية حملت بعدًا استراتيجيًا، استضافت العاصمة الروسية محادثات موسعة جمعت وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف بنظيره السوري أسعد حسن الشيباني، بحضور رئيس ديوان الرئاسة السورية ماهر الشرع، حيث جرى نقاش معمّق حول مستقبل العلاقات الثنائية والتحديات الإقليمية المتداخلة.
اللقاء، الذي وصفته الأوساط الدبلوماسية بـ”الحيوي في توقيته”، تناول سبل الحفاظ على زخم الحوار السياسي المنتظم، وتفعيل التعاون العملي في ميادين الاقتصاد والطاقة والنقل وإعادة الإعمار، بما يعكس الرغبة المشتركة في إعادة تموضع العلاقة الاستراتيجية الروسية السورية ضمن سياقات إقليمية مضطربة.
وخلال تبادل وجهات النظر بشأن الأوضاع في سوريا ومحيطها، جدد الجانب الروسي تمسكه بموقفه الثابت حيال سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ورفضه لأي تدخلات خارجية من شأنها عرقلة المسار الوطني السوري.
وأكد لافروف أن الحل السياسي الحقيقي يبدأ من الداخل السوري، عبر حوار وطني شامل يضمن تمثيل جميع مكونات المجتمع، ويحقق التوازن بين الحقوق والواجبات ضمن دولة مدنية مستقلة.
كما تم التأكيد على أهمية تهيئة الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتحقيق استقرار طويل الأمد، بعيدًا عن الحسابات الإقليمية الضيقة، في ظل ما تشهده المنطقة من محاولات لإعادة ترسيم النفوذ.
وفي الشق الإقليمي والدولي، تم التوافق على مواقف مشتركة تجاه أبرز القضايا العالمية الساخنة، مع دعوة صريحة إلى ضرورة توحيد الجهود الدولية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك من خلال العمل الجماعي بعيدًا عن سياسات الإقصاء أو الإملاء.
واتفق الجانبان على مواصلة التنسيق الوثيق في الأطر الثنائية ومتعددة الأطراف، بما يعزز من الحضور السوري – الروسي في المنتديات الدولية، ويمنح صوت دمشق وزنًا سياسيًا متجددًا.