لافروف يحسمها من موسكو: سوريا شريك استراتيجي لا يتغيّر بتغيّر الحكومات… ولن نسمح بتحويلها إلى حلبة تصفية حسابات دولية

لافروف يحسمها من موسكو: سوريا شريك استراتيجي لا يتغيّر بتغيّر الحكومات… ولن نسمح بتحويلها إلى حلبة تصفية حسابات دولية

كتبت : رندة نبيل رفعت
في موقف روسي يعكس وضوح الرؤية وصلابة الثوابت، أكد وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، عقب محادثاته مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين السوري أسعد الشباني، أن العلاقات بين موسكو ودمشق “ليست رهينة المزاج الدولي ولا تخضع لاختبار المساومة الجيوسياسية”، بل هي تحالف استراتيجي ممتد “تجاوز عواصف التغيير، وصمد على مدى عقود من الاحترام المتبادل والمصالح المتوازنة”.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في العاصمة الروسية، قال لافروف إن سوريا ستظل “صديقًا وفيًا” لروسيا في العالم العربي وعلى الساحة الدولية، مشيرًا إلى أن المحادثات الثنائية جاءت “بروح من المكاشفة والتنسيق العميق”، وشملت استعراضًا مفصّلًا للوضع الإقليمي، ومسارات التعاون السياسي والاقتصادي، والملف الإنساني.

إن استخدام الأراضي السورية كساحة تصفية حسابات بين قوى دولية أمر مرفوض تمامًا… ونحن نعارض أي تدخل خارجي يهدد استقرار سوريا أو وحدة أراضيها


— سيرغي لافروف

كما شدد الوزير الروسي على ضرورة مضاعفة الجهود الدولية من أجل تطبيع الأوضاع داخل سوريا، داعيًا إلى دعم الحوار الوطني الشامل وتعزيز السلم الأهلي واحترام تعددية المجتمع السوري.
وأكد أن موسكو لن تتخلى عن دعمها لسوريا في مرحلة ما بعد النزاع، موضحًا أن بلاده مستعدة لتقديم الدعم الفني واللوجستي والإنساني لإعادة الإعمار، بالتنسيق الكامل مع الجانب السوري.

وفي رده على أسئلة الإعلام، كشف لافروف عن اتفاق الجانبين على إجراء جرد للاتفاقيات الثنائية القائمة وتسريع تعيين الجانب السوري لرئيس اللجنة الحكومية المشتركة، بما يسرّع آليات التعاون التجاري والاقتصادي.

وفي رسالة واضحة للغرب، قال لافروف:
“لم ندعم يومًا العقوبات المفروضة على الشعب السوري، ولن نسمح بتمريرها عبر مجلس الأمن… وآن الأوان لإنهاء هذه السياسات العقابية التي تضر المدنيين قبل أي أحد آخر.”

وختم الوزير الروسي تصريحه بالتشديد على أن الاستقرار في سوريا مسؤولية جماعية، تتطلب من الجميع الامتناع عن أي خطوات تؤدي إلى مزيد من التصعيد أو إطالة أمد الأزمة، مشيرًا إلى أن بلاده ستواصل تقديم المساعدات عبر القنوات الثنائية ومن خلال الأمم المتحدة، مع العمل على تنسيق أكبر مع الدول التي تبدي نوايا صادقة في مساعدة السوريين دون أجندات خفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: