رندة نبيل رفعت
في لقاء صريح ومؤثر ضمن برنامج “اسمعني شكرًا”، فتح الفنان القدير طارق النهري صندوق ذكرياته الفنية، كاشفًا عن محطات مؤثرة في مشواره، ومُشيدًا بعدد من الأسماء التي ساهمت في إعادة توهجه الفني في السنوات الأخيرة.
وقال النهري:
“دقائق من الحديث، قام واحتضنني محمد سامي وقال: (اسمك في بطاقتي خلاص.. مش هنسيب بعض)”، مشيرًا إلى أن المخرج محمد سامي كان وراء اختياره لدور “حمادة فتح الله”، وهو الدور الذي شكّل محطة فارقة في مسيرته.
وأضاف: “محمد سامي رأى شيئًا في داخلي يناسب الشخصية، وبدأ يشرح لي أبعادها بذكاء شديد. أثناء التصوير، كنت أراه يلتقط العديد من (الريأكشنات) مني، فاستغربت وقلت له: ما كل هذه اللقطات؟ فرد بابتسامة: لا تشغل بالك، عندما تشاهد العمل ستفهم. وبالفعل، بعد النجاح الكبير، انهالت عليّ العروض”.
ووصف النهري سامي بأنه “مخرج ذكي واحترافي، يعرف كيف يستخرج من كل ممثل أفضل ما عنده، حتى من الأدوار البسيطة”، مضيفًا: “لا يعيبه سوى عصبيته الزائدة، لكنها تأتي من شدة حرصه على التفاصيل”.
وعن دوره في مسلسل “آش أش”، أوضح النهري أن مشاهد العنف التي قدّمها حملت طيفًا واسعًا من المشاعر، قائلاً: “أكثر مشهدين أثرا في الجمهور كانا حين ضربت إخلاص كابوريا، ثم ابنتي بالمسلسل. الناس شعروا أنني أحبها بشدة، لكنني في الوقت نفسه قاسٍ عليها.. هذا التناقض كان مقصودًا، ولامس قلوب المشاهدين”.
وفي لمسة إنسانية مميزة، تحدث النهري عن صلة القرابة التي تجمعه بالنجم أمير كرارة، قائلاً: “أمير ابن خالي، كنا قريبين منذ الطفولة، لكن بعد أن بدأ طريقه في النجومية، انشغلنا كلٌ في مساره. إلى أن جاء يوم، وفوجئت باتصال منه يقول لي: (يا خال، ما تيجي تمثل؟) وفعلاً شاركت معه بدور محامٍ في مسلسل كلبش”.
وتابع: “ذلك الدور أعاد علاقتنا الأسرية والفنية، ومن وقتها ونحن دائمًا على تواصل. والناس لاحظوا الشبه بيننا عندما جسدت دور والده في أحد الأعمال، فبدأوا يتساءلون عن العلاقة الحقيقية”.
جدير بالذكر أن الحلقة بُثّت عبر برنامج “اسمعني شكراً”، الذي يُحقق صدى واسعًا على منصات التواصل، بفضل أسلوبه الهادئ وجرأته في تناول المواضيع الفنية والإنسانية، وتقدّمه الإعلامية سيرا إبراهيم، ويُعد من إعداد مروة حسن، وإخراج محمد زكريا، وقد حصد إشادات كبيرة من الجمهور والنقّاد على حد سواء.