رندة نبيل رفعت
كشف يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، عن تفاصيل مكالمة هاتفية مطوّلة جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، استمرت قرابة الساعة، وشهدت نقاشًا صريحًا ومتعمقًا حول عدد من القضايا الدولية والاقتصادية الكبرى، في ما وُصف بـ”مكالمة على الموجة نفسها”.
وأوضح أوشاكوف أن المحادثة تناولت تطورات الأوضاع في سوريا بشكل مفصّل، حيث أكد الجانبان ضرورة استمرار الحوار بشأن الملف السوري، بما يخدم الاستقرار الإقليمي ويحد من التصعيد في المنطقة.
وفي الشأن الأوكراني، شدد بوتين خلال المكالمة على أن روسيا ماضية في تحقيق أهدافها في الصراع الدائر بأوكرانيا، في حين أطلع ترامب على ما وصفه بـ”التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقيات إسطنبول” بين موسكو وكييف، والتي تتعلق بمسائل إنسانية وأمنية وتجارية.
وفي مفارقة لافتة، أشار بوتين خلال حديثه إلى ما اعتبره “الدور التاريخي الذي لعبته روسيا في إنشاء الدولة الأمريكية”، في إشارة رمزية ربما إلى العلاقات التاريخية بين البلدين، وسط تحركات دولية لإعادة رسم خريطة النفوذ العالمي.
كما ناقش الرئيسان عددًا من المشاريع الاقتصادية المشتركة التي وُصفت بأنها “واعدة”، خاصة في مجال الطاقة واستكشاف الفضاء، مما يشير إلى اهتمام مشترك بتوسيع مجالات التعاون رغم التوترات الجيوسياسية.
وفي سياق آخر، تطرقت المكالمة إلى الملف الإيراني والوضع في الشرق الأوسط بشكل شامل، مع تبادل وجهات النظر حول سبل تهدئة التوترات وضبط إيقاع التحركات الإقليمية.
واختتم ترامب المكالمة بإبلاغ بوتين عن نجاحه في تمرير مشروع قانون لإصلاح الضرائب والهجرة في مجلس الشيوخ الأمريكي، في ما بدا أنه رسالة داخلية وخارجية حول استعادة زمام المبادرة السياسية.
المكالمة، التي تأتي في توقيت حساس على وقع تحولات دولية متسارعة، تفتح الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كانت تعكس مؤشرات أولية على إعادة ترتيب خارطة التفاهمات الأمريكية الروسية، أم أنها مجرد تواصل تكتيكي بين شخصيتين لا تزال لهما تأثير فعّال في المشهد الدولي.