رندة نبيل رفعت
في مداخلة خاصة مع إذاعة تونس الدولية، قدم الإعلامي والمحلل السياسي علي وهيب قراءة دقيقة ومركبة لمجريات الصراع الإيراني-الإسرائيلي، مؤكدًا أن “إيران حطّمت الغطرسة الإسرائيلية”، وأن الشرق الأوسط مقبل على مرحلة من التوترات غير المسبوقة، قد تتطور إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.
وأوضح وهيب أن “البرنامج النووي الإيراني هو الهدف الحقيقي لإسرائيل”، مشيرًا إلى أن ما بدأ كتصعيد عسكري فجري يوم الجمعة، قد يتحول إلى نزاع طويل الأمد يمتد لأسابيع وربما أشهر، وسط احتمالات بدخول أطراف إقليمية ودولية على خط المواجهة.وأضاف أن استهداف مدينة حيفا يحمل أهمية استراتيجية قصوى لطهران، باعتبارها “القلب الصناعي والاقتصادي لإسرائيل” حيث تضم الميناء الرئيسي، والقاعدة البحرية الأهم للجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى خزانات الأمونيا التي قد تُحدث كارثة بيئية في حال إصابتها.وفيما يتعلق بمفاعل ديمونا،
لفت وهيب إلى أن إيران “تمتلك صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى النقب”، لكنه أشار إلى أن المفاعل يخضع لمنظومة دفاعية مشددة، تشمل أنظمة حماية من الصواريخ البالستية.وحذّر الإعلامي من أن إسرائيل تسعى منذ 7 أكتوبر إلى زعزعة استقرار المنطقة من خلال “عمليات تخريب واغتيالات، ودعم للمعارضة الداخلية في دول العداء، بهدف إضعاف الجبهات المناوئة لها”، مستفيدة من مزيج القوة العسكرية والناعمة، وما وصفه بـ”سياسة الخداع الاستراتيجي”.
وأكد أن “طهران ستواصل الرد بقوة، وهو ما سيُربك الحسابات الإسرائيلية”، مشددًا أن إسرائيل لا تستطيع ادعاء النصر ما لم تصل إلى منشآت إيران النووية أو تنجح في جر الولايات المتحدة إلى مواجهة مفتوحة، وهو الاحتمال الذي قد يحسم مصير الحرب خلال الساعات القليلة القادمة.وختم وهيب بالإشارة إلى توقيت الضربة الإيرانية، الذي جاء تزامنًا مع اليوم 61 من مهلة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإيران، والتي انتهت دون التوصل إلى اتفاق نووي جديد، ما يُنذر بتبعات “قد تكون كارثية على المنطقة بأسرها إذا استمر التصعيد”.