رندة نبيل رفعت
في تأكيد جديد على قوة الإرادة الشعبية الفنزويلية وتماسك مؤسساتها الديمقراطية، عقد السفير ويلمر أومار بارينتوس، سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة، مؤتمرًا صحفيًا مع ممثلي مجموعات التضامن، استعرض خلاله أحدث المستجدات المرتبطة بالانتخابات البرلمانية والإقليمية التي شهدتها البلاد في 25 مايو 2025، والتي وصفها بأنها “نموذج يُحتذى به في الشفافية والمشاركة الشعبية، رغم كل التحديات المفروضة خارجيًا وعلى رأسها الضغوط الأمريكية”.
وفي كلمته، أشار السفير إلى أن فنزويلا حققت رقمًا قياسيًا عالميًا في عدد العمليات الانتخابية خلال العقود الأخيرة، موضحًا أن البلاد أجرت 32 انتخابات دستورية خلال 26 عامًا، بالإضافة إلى خمس عمليات استفتاء محلية، ما يعكس العمق الديمقراطي المتجذر في النظام السياسي الفنزويلي.
واستعرض السفير الهيكل الدستوري والتنظيمي الذي يحكم العملية الانتخابية، مؤكدًا أن النظام السياسي الفنزويلي يقوم على مبدأ التمثيل التعددي واللامركزية الديمقراطية، حيث تُنتخب السلطات عبر اقتراع عام وسري ومباشر، وتشمل العملية مشاركة نواب عن السكان الأصليين بما يضمن تمثيل جميع مكونات المجتمع الفنزويلي.
وشدد السفير على أن المجلس الوطني للانتخابات أدار العملية بكفاءة عالية، وأنه تم إنجاز جميع الخطوات التنظيمية في موعدها، بما في ذلك اعتماد السجل الانتخابي النهائي، وتنصيب الهيئات الانتخابية، وتنظيم عملية تقديم المرشحين، ومراقبة كل مرحلة من مراحل العملية الانتخابية من قبل ممثلي الأحزاب والمنظمات السياسية.
وفي مؤشر واضح على تصاعد الاهتمام الشعبي، شهدت انتخابات 2025 زيادة ملحوظة في عدد المرشحين ومعدل المشاركة مقارنة بالاستحقاقات السابقة، حيث قُدّمت 36,986 طلب ترشيح، وشارك 6,687 مرشحًا في السباق الانتخابي، مع تحقيق نسب متقاربة بين الذكور والإناث، ما يجسّد التزام فنزويلا بمبدأ التكافؤ بين الجنسين.
السفير بارينتوس أكد أن هذه الانتخابات تمثل انتصارًا سياسيًا وشعبيًا جديدًا لفنزويلا، مشيرًا إلى أن التحالف الوطني الكبير (GPP) الذي يدعم حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، حقق فوزًا ساحقًا في البرلمان بـأكثر من ثلاثة أرباع المقاعد، وفاز بمنصب الحاكم في 23 من أصل 24 ولاية، من بينها ولايات كانت تقليديًا معقلاً للمعارضة مثل زوليا، نويبا إسبارتا وباريناس.
اللافت أن العملية الانتخابية نُظمت وسط متابعة دولية واسعة، حيث حضر نحو 400 مراقب دولي من مختلف القارات، من ضمنهم وفود من البرلمان الأفريقي ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، إضافة إلى مسؤولين من 17 دولة أفريقية، في مشهد يعكس الثقة الدولية في شفافية وعدالة النظام الانتخابي الفنزويلي.
واختتم السفير حديثه بالإشادة بدور الشعب الفنزويلي “الذي أثبت مرة أخرى أنه الحصن الأول للديمقراطية والسيادة”، مؤكدًا أن الانتخابات الأخيرة تؤكد أن فنزويلا ماضية بثبات على طريق التعددية السياسية والديمقراطية التشاركية، رغم كل الحصار والعقوبات التي تحاول القوى الخارجية فرضها.
كما وجّه الشكر للحضور المصريين الذين رافقوا هذا الاستحقاق ووقفوا على نزاهته، داعيًا إلى نقل هذه الصورة الحقيقية عن فنزويلا إلى شعوب المنطقة والعالم.
بهذا المشهد، تؤكد فنزويلا، قيادة وشعبًا، أنها لم تعد فقط تصنع تجربتها الديمقراطية الفريدة، بل تنتصر لها في وجه كل محاولات العزل والضغط، وتقدم نموذجًا حيًا في مقاومة الهيمنة عبر صندوق الاقتراع، في وقتٍ تتراجع فيه النماذج الغربية عن المبادئ التي طالما بشّرت بها.